اليوم: 9 يوليو، 2012

الاتصالات لا تتصلوالهيئة لا تحمينا

تعطلت خدمة الإنترنت فجأة، وظهرت على الشاشة رسالة من شركة الاتصالات تطلب الاتصال بالرقم 906 والطلب من الموظف عمل إعادة تنشيط، عبثا حاولت الاتصال، لكن الرقم المذكور يعدك بأن الموظف سيكون معك فور جاهزيته التي سوف تستغرق 15 دقيقة، ثم يبدأ في استعراض دعاية لخدمات الشركة وباقاتها وإغراءاتها في وقت أنت فيه غير مهيأ لسماع أي شيء عن خدمات أنت تعاني الأمرين من إحداها أو أكثر (توقيت خاطئ ومستفز)، أما الأكثر استفزازا فهو أنك بعد مضي ربع ساعة من الانتظار، وأحيانا أكثر من ذلك يعتذر الجهاز عن خدمتك ويقفل الخط في وجهك دون حياء (كأنك لم تدفع لهم أضعافا مضاعفة من رسوم الخدمة وقيمتها وكل دقائق الاشتراك والاتصال).
تعطل خدمة الإنترنت، المدفوع ثمن كل ثانية منها دون ذنب للعميل، هذا في حد ذاته إجحاف وإهمال، وعدم الرد على الاتصال وإشغال المشترك بوعد الرد استهتار وتجاهل، وإجباره عنوة على سماع تسجيل دعائي ممجوج استغلال واستفزاز، وكل هذا المركب من المخالفات أو متلازمة الإجحاف تهون مقابل عدم المصداقية في التعامل، كالقول بأن المشكلة عامة، مع أن المشترك يعلم أن جيرانه لا مشكلة لديهم.
في البداية اكتفيت بالتغريد من جهاز الجوال (على حساب الشريحة المضاعف طبعا)، وجاءت الردود غير الصادقة بالتواصل لحل المشكلة دون تواصل، أو أنها عامة وهي ليست كذلك، ولم أكن أنوي طرح الموضوع في مقالة، فقد أخذت عهدا على نفسي أن لا أطرح حالة تخصني، لكنني فوجئت أن المتابعين في تويتر يشتكون من ذات التعامل وعدم المصداقية وضياع الحقوق، وللأمانة، فإن الشكوى لا تخص شركة بعينها، بل تكاد تشمل الجميع، وهذا معناه أن الخلل يكمن في عدم حماية هيئة الاتصالات لحقوقنا، وهي التي لم تتردد قط في حماية الشركات من بعضها، ومن التنافس علينا حتى بالإغراءات.