مديرون يسرقون ابداعات موظفيهم

* كلنا ندرك ان بعض رؤساء الاقسام وبعض مديري المؤسسات الحكومية اقل تأهيلاً من بعض موظفيهم وذلك بحكم الاقدمية او ترشيح المدير لاعتبارات اخرى غير التأهيل.

هؤلاء الموظفون وبحكم تأهيلهم العالي وتعليمهم الحديث واطلاعهم لهم ابداعات وافكار بناءة تطويرية وبعضها ذو طابع فني يستحق ان يدرج ضمن براءات الاختراع.

المشكلة ان بعض رؤساء الاقسام والمديرين يخشى اي فكرة ناجحة تصدر من موظفيه وترفع الى رؤسائه.

وهو لا يخشى الفكرة او الخطوة التطويرية بقدر ما يخشى ان يسحب منه الموظف الاضواء او يكسب اعجاب الادارة العليا فيهدد كرسيه، لذا فإنه يستخدم البيروقراطية وحججها الواهية ومنها ان الاوراق لا ترفع الا باسم المدير او الرئيس فيقوم دون حياء او خوف من الله بتجيير الفكرة او مجموعة الافكار لصالحه ويرفعها باسمه وكأنها صدرت منه مع تجاهل كامل لصاحب الفكرة.

هذا السلوك يشتكي منه عدد غير قليل من الموظفين لأن نتيجته بقاؤهم بعيداً عن التقدير وبعيداً عن تطوير انفسهم وظيفياً بما يتناسب مع قدراتهم وانا اضيف سلبية اراها اخطر على الوطن منها على الموظف وهي ان ممارسة التعتيم على جهود وافكار الموظف المبدع ستحرم الوطن من ابداعاته وتجعله يركن الى السلبية وعدم الاهتمام طالما ان الامتنان سيذهب الى غيره لأن ضياع الامتنان والتقدير او عدم حصوله اهون على النفس البشرية من ذهابه لغير المستحق.

انني اعتقد ان هذه الممارسات هي احد اسباب تخلف بعض الجهات عن ركب التطور وهروب بعض الموظفين المبدعين الى قطاعات اخرى او الى القطاع الخاص، لأن الانسان بطبيعته يبحث عن البيئة المناسبة لقدراته وامكاناته ويحب ان يرى تقدير جهده وابداعه، لا ان يرى تقديره يذهب للآخرين.

ان حل هذه المعضلة يكمن في ذكاء وفطنة الادارة العليا التي تعرف رؤساء الاقسام ومديري الجهات وتعرف قدراتهم وامكاناتهم وما يمكن ان يصدر منهم او من غيرهم لكن هذا لا يكفي إذ يجب ان تفتح قنوات الاتصال المباشر بين الموظفين والادارة العليا فيما يخص الافكار والشكاوى المتعلقة بصميم العمل اليومي وهذا الأمر يحتاج الى تفعيل سياسة الباب المفتوح بما لا يقل عن مرتين اسبوعياً فلا شيء يخيف المدير الظالم إلا وجود منفذ لموظفيه على رئيسه او وكيل الوزارة او الوزير.

اما اولئك الذين تتبع مشكلتهم من رئيسهم الاعلى او الادارة العليا نفسها فاعانهم الله لأن الشكوى عليه تحول اليه!! وهؤلاء شكواهم الى الله فهو نعم المولى ونعم الوكيل.

اترك رد