التوظيف الجزئي الاجباري

في ظل الاوضاع المالية الصعبة لكثير من الشباب خاصة في مراحل الدراسة الثانوية والجامعية، حيث تزداد الالتزامات وتقل المخصصات، اعتقد انه آن الأوان لفتح الباب على مصراعيه للعمل الجزئي خاصة في القطاع الخاص “شركات ومؤسسات ومتاجر ومطاعم”.

في كل انحاء العالم يعمل الطلاب جزئياً في الشركات والمؤسسات بل والمطاعم حتى ان كثيرا من الطلاب العرب اثناء دراستهم في الخارج يحصلون على قوت يومهم من العمل على غسل الاطباق او ممارسة عمل “النادل” الى جانب المنح الدراسية العربية التي كثيراً ما تخذلهم في امكانية استكمال الدراسة او تكون غير كافية.

وفي بلادنا يفترض ان لا توجد حاجة لمثل هذا العمل اثناء الدراسة، لكن الواقع يقول خلاف ذلك فكثير من الاسر غير قادرة على مجاراة احتياجات الشاب اثناء الدراسة، رغم مجانية التعليم، بل ثمة شباب يعولون اسرهم وهم طلاب ويحتاجون الى مصدر رزق ثابت. وليس ادل على ذلك من سلوكهم لمختلف الطرق لكسب العيش، ابتداء بالبيع على الطرقات وقرب المساجد والتجمعات ولجوئهم للعمل على سيارات الاجرة وتأجير السيارات الخاصة ولكنها جميعاً اساليب تصطدم بادعاء مخالفتها للانظمة!!، وكأن القنوات البديلة موفرة بنظام واضح!!

طالما ان القطاع الخاص يقاوم باستماتة توظيف السعوديين بطريقة التفرغ الكلي متشبثاً بحجج قديمة وواهية رغم كل الضغوط التي تفتقر للمتابعة، فلماذا لا يجبر على التوظيف بتفرغ جزئي اثناء العطل ووقت الفراغ فلعل القائمين على هذا القطاع يغيرون نظرتهم للشاب السعودي من حيث الجدية والانتظام والقدرات.

واذا تم هذا وعبر متابعة جادة فإنه لابد اولاً من تحديد الحد الادنى للاجور في هذا الصدد، وقد يستغرب البعض اقتراح اجبار القطاع الخاص على التوظيف الجزئي وهنا لابد من التذكير بأن هذا القطاع لازال يأخذ بشراهة ويعطي بشح غريب، فهو حظي بالتسهيلات والدعم والاقراض الحكومي والاعفاء من أي ضرائب، ولازال يطلب دون استعداد للعطاء.

ان فتح باب التوظيف الجزئي المنظم والمراقب يستبعد حجج عدم توفر الوظائف وارتفاع تكلفة الموظف السعودي وصعوبة التخلص منه اذا لم يكن ملتزماً، كما انه سبيل لتجربة هؤلاء الشباب وتغيير الصورة القديمة التي يركز عليها البعض ولا يقبل تغييرها والمتمثلة في عدم اقبال الشباب السعودي على بعض الاعمال او عدم جديته.

كما ان الاقبال على هذه الوظائف ولو لوقت جزئي سيعطي دلالة واضحة وعملية من ارض الواقع على ان تكاليف المعيشة في بلادنا اكبر من امكانات كثير من فئات المجتمع وأكثر مما يتوقع كثير من المقتدرين!!

اترك رد