Site icon محمد سليمان الأحيدب

بطاطس الحرية

يوماً بعد يوم تثبت الولايات المتحدة الأمريكية أنها من صنع هوليود والإعلام بصفة عامة وأن الإعلام الصهيوني هو الذي يمثل رأي الشعب الأمريكي رغماً عنه إلى درجة أن ذلك الإعلام يعطي انطباعاً يعاكس تماماً وجهة نظر الغالبية وينسبه إلى الشعب الذي يحيط بتمثال الحرية!!

لكن هذه الأيام وهذه الأجواء رغم توترها هي أجمل الأيام التي كشفت القناع عن كثير من ادعاءات الدولة العظمى أو الدولة التي تدعي أنها رائدة الحرية في العالم.

انظروا ما حدث عندما خالفت فرنسا توجهات الولايات المتحدة الأمريكية في أمر هو موضوع خلاف بين أفراد الشعب الأمريكي أنفسهم فأقل الإحصاءات تفاؤلاً تؤكد أن 50% من الشعب الأمريكي لا يؤيدون الحرب على العراق بدون قرار من الأمم المتحدة بينما ترى إحصاءات أخرى أن المعارضين للحرب أكثر بكثير من هذه النسبة بدليل المظاهرات المليونية.

انظروا ما حدث: المطاعم الأمريكية تزيل اسم فرنسا من قائمة الطعام، ليس هذا فحسب بل أن مطاعم الوجبات السريعة غيرت اسم شرائح البطاطس لتصبح “بطاطس الحرية” بدلاً من شرائح البطاطس الفرنسية “فرنش فرايس”.

خبر آخر يؤكد أن أحد الجنود الأمريكان الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية أعاد إلى السفارة الفرنسية في أمريكا شهادة شكر كان قد حصل عليها من فرنسا بعد الحرب!!

انظر كيف يدعي الإعلام الأمريكي أن ثمة موجة معارضة شعبية أمريكية لفرنسا بل موجة كره شديد إلى درجة مسح اسم فرنسا من كل شيء!!

كيف للشعب أن يكره بلداً ديموقراطياً حراً لأنه يعبر عن رأيه؟! وما هو هذا الرأي؟ هو رأي تطالب به الغالبية في أمريكا وتظاهرت للمطالبة به ملايين البشر في أوروبا وأمريكا!!

هل يعقل أن يقف الشعب ضد دولة لأنها تخالف سياسة بوش والشعب نفسه يخالف هذه السياسة؟! والشعب نفسه يؤيد حرية الرأي والقرار؟؟

الواضح جداً أن الإعلام الأمريكي يصنع الأحداث ويحدد التوجهات وكأنه ينتج أحد أفلام هوليود.

وهذا الإعام تديره نفس الأقلية التي توجه القرار في كل حكومة أمريكية خاصة في فترة الرئاسة الأولى ولذلك فإن عدوى “إن لم تكن معي فأنت ضدي” انتقلت من الرئاسة إلى الإعلام لأن الناقل واحد وهو الذبابة الصهيونية التي وقعت هذه المرة على البطاطس الفرنسية!!

Exit mobile version