رغم كل ما ننعم به من وسائل حديثة وميكنة وكفاءات قادرة على العمل على هذه الأجهزة.
ورغم أن معظم دوائرنا تتباهى بإدخال أحدث التقنيات وإدارة الأمور بطريقة آلية.
إلى أننا لم نسخر هذه الامكانات والوسائل لخدمة المواطن فيما يخص إنجازه لاحتياجاته ومراجعاته واتصاله بالدوائر الحكومية فلازلنا نؤثر سلبياً ليس على المواطن نفسه وحسب ولكن على وقت الوطن الثمين باتباعنا أسلوب فرض المراجعة الشخصية لكل صغيرة ومتوسطة وكبيرة رغم ان نسبة كبيرة من الاجراءات يمكن إنهاؤها عن طريق الإنترنت أو الفاكس أو الهاتف.
نطالب موظفاً أن يترك مكتبه والمراجعين ويستأذن من رئيسه ويغادر قبل الظهر ويشترك في ازدحامات خروج المدارس ويزيدها ازدحاماً وكل ذلك من أجل أن يملأ استمارة، كان بالإمكان ان ينجزها بالفاكس أو الإنترنت أو يمليها بالهاتف، وقس على هذا ما شئت من طلبات المراجعة الحضورية غير الضرورية التي يمكن انجازها بوسائل اتصال لم تعد حديثة بل تقليدية.
خدمة البريد هي الاخرى لاتزال معطلة تماماً من الإسهام في إيصال المعاملات واستلام المستندات وأصبح زبونها شبه الوحيد هم البنوك في إرسال الكشوفات والبطاقات والشركات في ارسال مواد الدعاية والإعلان.
إذا كانت بطاقة الصرف وبطاقة الائتمان تسلمان عن طريق صندوق البريد فما الذي يمنع من إرسال واستلام المعاملات ورخصة القيادة وخلافه عن طريق البريد المسجل.
إلى هنا نحن نتحدث عن الحث على تطوير أنفسنا بتسخير التقنية لتوفير وقت المراجع والوطن والتسهيل على الناس. وأجزم أن كثيرين سيقولون إنني أحلم وأنا أدرك ذلك على الأقل من وقع شكاوى عديدة تلقيتها حول التراجع الكبير في الخدمات التي كانت مقدمة أو عادية جداً ومنها الهاتف الذي كان يكفي شريحة كبيرة عناء شد الرحال إلا أن الشكاوى العديدة تقول غير ذلك ودعوني أختر منها مثالين مؤثرين لانهما يتعلقان بفئات من الناس تجدر مساعدتهم وعدم إجبارهم على السفر لأن الهاتف لا يجد الاهتمام.
الشكوى الأولى من متقاعد تعدى عمره 65سنة يقول إنه يحاول الاتصال بمصلحة معاشات التقاعد منذ أكثر من أربعة أيام وان هاتفهم ترد عليه رسائل مسجلة ويستحيل أن يتم التحويل مطلقاً وهو لا يحتاج سوى لاستفسار بسيط وكاد أن يشد الرحال فعلاً لمعاشات التقاعد من أجل ذلك الاستفسار الشفهي إلا أن أحدهم أقترح عليه أن يجرب تحويلة القسم النسائي وفعلاً وجد من يساعده على أن يتم تحويله للقسم الذي يريده.
الرقم هو 4025100وقد جربت ما شرحه لي في شكواه فوجدت فعلاً أن الخيارات المطروحة لا ترد والمضحك أن موظف البدالة (السنترال) عندما يرد على الرقم (صفر) يفيدك انه لا يستطيع التحويل على الخدمات وعليك معاودة الاتصال بالخيار الذي تريده.
غني عن القول أن من يتعامل مع هذه الجهة المعنية بالتقاعد أغلبهم من كبار السن ممن يجدر بنا تسهيل أمورهم سواء في مراجعة التقاعد أو البنك المعني بالتقاعد وذلك بتسخير التقنية.
المثال الثاني شكوى على مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون تفيد أن هذا المستشفى يستحيل أن ينجز أي اجراء دون الحضور بما في ذلك المواعيد وتحديث المعلومات وخلافه رغم أن مراجعيه اغلبهم من خارج الرياض وكبار سن أيضاً ويتطلب الحضور في الساعة السابعة والنصف صباحاً.
أحد المراجعين جاء من الأحساء ورجع دون أن ينجز ما جاء من أجله وهو من كبار السن.
يقول المشتكي إن أصغر موظف يمكنه أن يقدم عليك غيرك عياناً بياناً أمام الناس ويردف قائلاً إن المشكلة أنه المستشفى الوحيد لأن تخصصه العيون فأين العيون عن مراقبته؟..