مما شاهدته وسمعته (إما بحكم العمل الإداري أو بحكم الفضول الصحفي) من حاجة بعض أبناء هذا الوطن للعمل، اي عمل، ومعاناتهم من البطالة القاتلة وربما فقرهم وافتقار أسرهم لأبسط سبل العيش والتعايش مع مستجدات هذا العصر المادي بفواتيره وارتفاع اسعار مستلزماته الأساسية من غذاء ووقود ووسائل تدفئة أو تبريد ووسائل تنقل بين الأطراف المترامية.
أقول مما شاهدته وسمعته أجدني مضطراً إلى اقتراح تكثيف العمل الإعلامي لنقل الصورة الفعلية لهذا الواقع الأليم ولتكن المبادرة من القناة الرياضية التي تابعت من خلالها عدة أعمال صحفية ميدانية جيدة ومكلفة مثل حلقة “وين رايح” التي لا يمكن مقارنة الهدف منها ومردودها بحلقة عن البطالة ونقل معاناة شباب يبحث عن أي عمل ويعاني من هستيريا البحث عن مصدر رزق ثابت.
أعتقد أن الشريحة المستهدفة بالتوعية بهذا الواقع الخطير هم شريحة رجال الأعمال والقطاع الخاص بصفة عامة، ولا أقصد هنا التوعية الروتينية المتمثلة في الحث على السعودة وتوفير وظائف للسعوديين.
أريد من صحفي تلفزيوني بارع ومخرج وطني متحمس أن يجمع عدداً من الشباب في مكان محدد “لابد أن يكون المكان كبيراً بحجم ملعب كرة قدم ليتسع للأعداد الكبيرة التي سوف تتوافد” ويدع الميكرفون والكاميرا تنقل مشاعر التوسل والرجاء والألم الذي يعيشه كل واحد منهم وتترك له الحرية ليصف حجم المأساة التي يعيشها بسبب البطالة واستعداده للقيام بأي عمل شريف وعدم منحه تلك الفرصة في وقت تدق أرقام العمالة الوافدة من كل حدب وصوب أجراس الخطر من كل النواحي الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
أريد من المخرج أن ينتقي عدداً ممن يصفون معاناتهم وتصاحبهم الكاميرا إلى حيث يقيمون وتنقل معاناة أسرهم ووصف جيرانهم لمعيشتهم وكيف أن البطالة حولتهم إلى قنابل موقوتة يسهل على كل من أراد أن يعبث بها ويوسوس في عقول أفرادها.
نريده فلماً وثائقياً سريعاً عله يحرك المشاعر الساكنة والضمائر النائمة في الشركات والمؤسسات والشركات العائلية التي لازال أصحابها يعيشون على أنقاض حجة قديمة واهية مفادها أن المواطن السعودي لا يقبل إلا بعمل إداري مريح.
أريد لهذا الفلم ان يعرض في كل منتدى اقتصادي وكل مؤتمر وندوة او تجمع لرجال الأعمال لأنهم بحق في حاجة لتوعية فعلية وتجديد لأفكار قديمة، بحاجة لأن يروا ما رأيت ويسمعوا ما سمعت!! لقد رأيت شباباً أضناهم البحث عن وظيفة حتى دب فيهم اليأس وأصبحوا لا يصدقون عندما تقول قبلناك فيصاب بحالة هستيرية كمن وجد راحلته بعد طول ضياع وعطش وإرهاق.