Site icon محمد سليمان الأحيدب

بنات القصيم.. القصف والمقصف

محنة الساعات الاثنتي عشرة في المدرسة الابتدائية للبنات بالرس لابد وأن تكون قد شهدت مواقف بطولية ومواقف تضحية وحسن تصرف من قبل موظفات سعوديات ولا أقول معلمات فقط، لأن المدرسة تحوي عدداً آخر من العاملات غير المديرة والمساعدة والمعلمات.
لك أن تتخيل مئات الطالبات الصغيرات وعشرات الموظفات اللاتي تعودن على الامن والامان يفاجأن بوابل من «القصف» ينهمر على المبنى الآمن الذي لم يتعود على أكثر من صوت قرع أحذية صغيرة لمجموعة من الطالبات يتسابقن الى «المقصف».

بون كبير وشاسع بين أن يضحكن حول «المقصف» وأن يتعرضن للقصف من حولهن.

العاملات في مدرسة الرس بجميع مستوياتهن الوظيفية بدءاً بمن تعارفنا على تسميتهن «بالفراشات» ومروراً بالمراقبات والكاتبات والاداريات ثم المعلمات والمساعدة وانتهاءً بالمديرة لابد أنهن قمن بعمل وطني خارق تمكن من خلاله وبقدر كبير من الصبر والتضحية وحسن التصرف أن يحافظن على الصغيرات، ليس على أرواحهن وحسب بل على صحة نفسياتهن مستقبلاً وادخال الطمأنينة على نفوسهن في وقت كانت نفسيات العاملات أنفسهن عرضة للتهديد والهلع، كيف لا وهن قوارير وجدن أنفسهن في موقف يفزع لشدته أشد الرجال؟!!.

ما كتب في الصحافة من وصف لبطولتهن رائع انشائياً لكنه لا يكفي،لابد أن التفاصيل كانت أكثر بطولة وشجاعة وحكمة وتضحية.

الموقف لا يميز بين معلمة ومديرة ولا مساعدة و«فراشة» ولا مراقبة وكاتبة او ادارية ولكن من الطبيعي أن تكون إحداهن أكثر شجاعة من الاخرى وأن يكون دور بعضهن أكبر من الآخر حسب القدرات الفردية التي لابد أن تكون مختلفة.

المهم وطنياً، ولكي نشجع مثل تلك المواقف البطولية ونجعلها مثالاً يحتذى أن يتم وعلى أعلى المستويات تكريم جميع منسوبات تلك المدرسة، ومحاولة تقصي تفاصيل المواقف والقصص فإذا ثبت تميز احداهن او بعضهن بقدر أكبر من الدور او التضحية فلها أن تتميز في التكريم بصرف النظر عن مستواها الوظيفي.

من عيوبنا التي يجب أن نصححها أننا دائماً ننسب الفضل للأعلى إدارياً وهو سلوك يخطئ غالباً!!.

لا نريد أن نهمل عاملة شجاعة بذلت تضحية كبيرة ونتركها تترقب الامتنان والثناء وهو يتخطاها الى غيرها ففي ذلك احباط خطير.

والأهم من هذا وذاك أن جميع منسوبات تلك المدرسة يجب أن يحظين بالأولوية في الترقية وتلبية رغبات النقل وتيسير شأنهن الوظيفي وعدم التعسير عليهن مستقبلاً فلا نريد أن يأتي يوم تشعر فيه احداهن أن ما فعلته قوبل بجحود بسبب بيروقراطية ادارية لأننا في وطن اشتهر عنه امتنانه لرجالاته وآن الأوان أن يمتن لنسائه.

Exit mobile version