Site icon محمد سليمان الأحيدب

الوجه الآخر للعرق المحلي

أولاً لابد أن نحيي الحملة الأمنية المركزة التي تتعاون فيها جهات متعددة للقضاء على أشكال متعددة من المخالفات في البطحاء ومنفوحة وعدد من أحياء الرياض التي نما فيها العفن والطحالب قبل أن تضيء عليها شمس تلك الحملة الموفقة.
قبل تلك الحملة وأثناءها وأرجو أن لا يكون بعدها كنا نطالع بين الفينة والأخرى أخباراً عن القبض على عمالة تمارس صناعة الخمور والتقطير في براميل كبيرة بطرق بدائية قذرة لتنتج ما يُعرف بالعرق وهو ما اصطلح على تسميته “مقطع عرق” ومنتجه يسمى عرقاً مصنعاً محلياً ويسميه السكيرة “عرق وطني” مع أنه لا يمت للوطنية بأدنى صلة ولكن من سوف يستكثر كلمة (سكران) أو يعتب عليها؟!.

لفت نظري أنه رغم كثرة حالات اكتشاف مصانع الخمور تلك والقبض على القائمين عليها وفضح أمرهم ورغم الكميات الكبيرة التي يقبض عليها، مما يدل على أن لديها سوقاً رائجاً، فإن التوعية بطبيعة هذه النوعية من العرق وخطورته معدومة تماماً وهذا قصور تعودنا عليه من الأكاديميين والمختصين فالأخبار ترد وتتردد عن اكتشاف (المقطع) دون معلومات عن خطورة استخدام المنتج نفسه.

مقاطع العرق تلك تستخدم إلى جانب النفايات القذرة من الفاكهة المتعفنة وأواني الزبالة والمواسير الصدئة والأيادي الملوثة والمواقع التي غالباً ما تكون دورات مياه تعج بالصراصير ويختلط فيها ماء الحمام بماء الاستحمام، أقول تستخدم إلى جانب هذا كله إضافات سامة شديدة الخطورة على العصب البصري وخلايا المخ وخلايا الكبد وتسبب السرطان.

إنهم يستخدمون مواد بديلة للكحول الإثيلي الذي يخضع لرقابة مشددة في بلادنا ولله الحمد فيضعون بدلاً منه مادة “البايردين” التي تستخدم كمذيب صناعي وفي صناعة المواقد وهي مادة تؤدي مباشرة إلى تكسر خلايا الكبد وثبت قطعاً أنها من المواد المسرطنة.

كما أنهم يستخدمون الكحول الصناعية والكحول المثيلي (ميثانول) وهو النوع السام من الكحول ويسبب تلف العصب البصري وفقدان البصر التام بعد حين كما أنه يسبب تليف الكبد بسرعة كبيرة ومنهم من يستخدم كحول التعقيم في المستشفيات (الأيزوبروبايل) وهو سام جداً وله تأثير مباشر على خلايا المخ والكبد والكلى ويسبب الفشل الكلوي بعد فترة قصيرة من الاستخدام وبصورة مفاجئة.

هذه معلومات أنقلها لكم كصيدلي وأؤكدها كباحث حيث سبق أن أجريت تحاليل عدة في كلية الصيدلة على عدد من المنتجات المقبوض عليها فوجدتها تعج بتلك الإضافات المميتة موتاً بطيئاً لكنه موت خسيس كفانا الله وإياكم شره فهل من متعظ يدرك خطورة ما يحدث.

غني عن القول أن تأجير الدور العلوي من الجسد وهو المخ يعتبر من أخس الأفعال سواء كان المستأجر نقياً أو ملوثاً فالسكءر في حد ذاته قتل لنعمة العقل فإذا ما صاحبه قتل للجسد فلا غرابة.

Exit mobile version