عندما يتم توجيه ملياري ريال نحو مشاريع الإسكان في المناطق الأكثر احتياجاً فإن هذا معناه أننا نتوجه التوجه الصحيح نحو تقوية الأركان الضعيفة في بنائنا الاجتماعي وتدعيمها حتى تصبح قادرة على التحمل ومسايرة كافة أركان البناء فلا ينهار أو يميل.
نحن في أمس الحاجة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى لتقوية الضعيف وطبيعي أننا في هذه البلاد لم نسع قط إلى إضعاف القوي أو حتى إرهاقه.
في سنوات عديدة مضت، خاصة في المرحلة التي شهدت طفرة وفائضاً كبيراً في الميزانية تم التركيز على تشجيع المواطن على الاستثمار وفرش له طريق الإثراء بالورود والدعم والتسهيلات دون مقابل وبأقل قدر من القيود، واستغل كثيرون تلك الطفرة فتحول المتوسط إلى غني وميسور الحال إلى ثري وشهدت بعض ضربات الحظ تحول بعض الفقراء المعسرين تحت خط الفقر إلى أثرياء فوق خط الثراء الطبيعي ولكن تلك كانت نادرة لم تشمل الكثير من الفقراء الذين بقوا تحت خط الفقر إلى درجة أنه لا مساكن لهم ولا عيشة تتناسب مع إنسانيتهم وهذا ما نقصده بضعف بعض الأركان مقارنة بالأخرى في البناء الاجتماعي الذي يشكله الإنسان.
تحويل الملياري ريال من الفائض نحو هؤلاء الضعفاء هو النهج الذي سوف يصحح الإعوجاج ويقوي الركن الضعيف ليتماسك البناء.
هذا التوجه والتوجيه الكريم من لدن صاحب السمو الملكي ولي العهد «نصير الضعفاء والمهموم بالفقراء» يبشر بمزيد من الترميم لمواقع الضعف في الهيكلة الوظيفية كما هي الهيكلة الاجتماعية،، بمعنى أن يتم تدعيم بدلات ومميزات صغار الموظفين دون كبارهم لأن الموظف في المرتبة فوق العاشرة مثلا يعيش فوق حد الغنى الوظيفي وبعضهم ينعم ببدلات ترفيهية كبيرة جداً لكنّ موظفي المراتب الأقل أو الوظائف الدنيا لا يكاد راتب أحدهم وبدلاته وما يستدين معه يعينه على سد رمق أبنائه وبناته وهذا الركن يحتاج إلى دعم مشابه وأقصد تقوية صغار الموظفين دون كبارهم.