Site icon محمد سليمان الأحيدب

الأمن بالإيمان

سيدوم أمن واستقرار وعظمة هذا البلد ما دامت أصوات التلاوة والدعاء تصدح من مآذنه (بالصورة) التي رأيناها ونراها وسنراها بإذن الله في كل وقت وصلاة وفي كل جمعة وفي ليالي شهر رمضان المبارك، وأقول صورة لأن الصوت إذا بلغ قمة جماله عبر عنه بالمشاهدة.
عظمة هذه البلاد وتخطيها للأزمات والمحن بيسر وسهولة، وسعادتها وما تزخر به من نعم وثروات مادية وبشرية ونجاحها دوماً في البقاء مستقرة وسط منطقة تهتز، وثابتة في عميق محيط هائج، وباردة رغم استعار النار من حولها، ومطمئنة رغم تعدد من يجمعون لها ويستهدفونها، هذا التميز آية في العظمة ولا شك أن أحد أسراره الإخلاص في الدعاء المصحوب بإخلاص في العبادة وهو الطابع السائد العام المميز لهذا البلد حيث لا يشوب ولن يشوب أصوات الدعاء شوائب من أصوات نشاز كما يحدث في أماكن أخرى.

إن أئمة المساجد في بلادنا يبذلون جهوداً كبيرة لا يرجون منها إلا وجه الله ورضاه وتتضاعف هذه الجهود في شهر رمضان خاصة في صلاة التراويح وقيام الليل وتفطير الصائمين وإقامة الدروس والمحاضرات التي تهدف إلى تثقيف الناس والنشء في أمر دينهم وتلك الجهود تحتاج إلى مواصفات شخصية ليست باليسيرة فغالبيتهم هم ممن يحفظ القرآن كاملاً ويرتله ترتيلاً بصوت عذب وبسرعة لا تقبل الخطأ أو التعثر ولعل تلك القدرات لحافظي القرآن هي من أمثلة إعجاز القرآن، فما من نص مهما اجتهد حافظه يمكن أن يلقى في جمع بنفس السرعة والإتقان ولو لدقائق معدودة دون تعثر أو اخطاء مكررة وعدة توقفات فما بالك بمن يتلو لساعات، في ليالٍ، في شهر، مقيداً بتجويد وتشكيل يحفظ المعنى ومع ذلك لا يخطئ إلا ما ندر.

وما يقال عن القراءة يندرج على استحضار الدعاء الشامل عن ظهر قلب ولعل لنا في شيخنا إمام المسجد الحرام فضيلة الدكتور عبدالرحمن السديس خير استشهاد برجل متمكن معتدل وسط، يملك حضوراً متميزاً وشمولية حكيمة، حرك بدعائه أفئدة وأحاسيس ومشاعر سكان المعمورة فخشعت قلوب المؤمنين منهم وجرت مدامعهم وصفت نفوسهم أما من لم يسلم من سكانها فقد سمع تأمين وتأييد ملايين المسلمين في تصويت حي ضد من أراد إسلامهم بسوء فأنزل في قلوبهم الرعب.

ثمة شباب كثر وشيب وكهول من الأئمة أجرهم وثوابهم يرجونه من الله سبحانه وتعالى الذي بيده خير أجر وأفضل ثواب وأزكى مكافأة، لكن هذا لا يمنع أن نكرم نحن كمجتمع أئمة المساجد بما يستحقون من كريم التكريم وتسليط الضوء على المتميز منهم ليكون قدوة حسنة لشبابنا في وقت نحن في أمس الحاجة فيه جميعاً للقدوة الحسنة.

صحيح أن إمامة المسجد ليست مهنة كباقي المهن ولا وظيفة كغيرها من الوظائف لكن رجالاتها هم من خير الرجال وروادها من أنقى الرواد ويشكلون شريحة اجتماعية هامة ومشرفة تستحق الإبراز كقدوة لبقية المجتمع خاصة وأننا في مجتمع دأب على تكريم كل من تميز من مثقفين وأدباء وعلماء علم وشريعة.

Exit mobile version