رد وزارة الصحة

بكل احترام قرأت تعقيب الزميل الصيدلي عبد العزيز بن عبدالله الصالح مدير عام الرخص الطبية وشؤون الصيدلة بوزارة الصحة حول ما كتبته عن رفع سعر الأدوية.. واتفق مع الزميل العزيز فيما ذهب إليه من أن الجدل يقوم على ركنين أساسيين هما الخلفية الثقافية الواسعة والمرجعية الفكرية وأضيف لهما القناعة بما تقول والأمانة في المنافحة تماما مثلما أن المسؤوليات الجسام تستلزم تأهيلاً علمياً وخبرة طويلة وحنكة وقوة شخصية ومن خلال معالجة وزارة الصحة لكثير من القضايا التي تعنى بإنصاف المريض من المتاجرة في الطب فإن المرء يحار في مدى توافر تلك المستلزمات في الوزارة من الرأس إلى أخمص القدم.
فيما يتعلق بارتفاع أسعار الأدوية المسجلة بعملة اليورو فإن الواقع المر أنها ارتفعت ولا وجود لوعود انخفاض نوفمبر 2005 ونحن في منتصف ديسمبر ويكفينا هنا ما ورد من وعد أن الوزارة (تسعى) لتثبيت سعر الدواء بالدولار وليس بأي عملة أخرى وأن ذلك سيتم خلال أشهر حسب الوعد وهذا يغني عن قول كل خطيب فيما عدا من سوف يتساءل (ولماذا لم يحدث ذلك قبل الرفع ؟! ومثلما سعى له صيادلة الوزارة في السابق ؟!)

وبالنسبة للفقراء والمحتاجين وتوفير أدوية الضغط والسكر لهم مجانا من قبل الوزارة فإنني أذكر الزميل الصيدلي عبد العزيز الصالح بل وكل مسؤول في الوزارة أن للضغط أدوية تصل قيمة الواحد منها 107 ريالات لعدد 28 حبة فهل توفر الوزارة هذه الأدوية مجانا ؟! أم أن على الفقراء أن لا يصل ضغطهم إلى مراحل متقدمة؟! وأتساءل كيف لهذا أن لا يحدث؟! ناهيك عن أدوية الكولسترول التي زاد سعرها ليصبح 8 ريالات للحبة الواحدة فهل وفرتها الوزارة للفقراء؟!.

عجبا يطلب مني التعقيب أن أثقف المريض بتوفر الأدوية المثيلة أو ما يعرف بالجنيسة المماثلة في الاسم العلمي وقبل أن أتساءل لماذا لم تقم الوزارة بالتثقيف؟! دعني أسأل ما فائدة تثقيف المريض بوجود أدوية بديلة رخيصة إذا كانت الوزارة غير قادرة على فرض كتابة الاسم العلمي على الأطباء ام اننا نريد ان نقول لمن لا يجد الخبز عليك ب (الكيك) وهل ثمة تفسير لعدم إجبار الأطباء على كتابة الاسم العلمي ومنح المريض حق الحصول على الأرخص غير ضعف الوزارة ؟!، تماما مثلما هو الأمر مع عدم القدرة على تطبيق النظام الذي يمنع الدعاية للأدوية والرضوخ لمطالبات رفع سعر الدواء .

نعم البدائل موجودة وبسعر رخيص لكن المطلوب ليس فقط (تثقيف) الجمهور كما ذكر التعقيب بل (توقيف) الأطباء عن التحيز نحو الدواء الأغلى سعرا و(تخفيف) روح النقابة لدى أطباء الوزارة بحيث تكون حماية المريض أولا .

أخيرا يرى التعقيب أن المقارنة بين ارتفاع أسعار الأدوية وبقاء سعر الدخان رخيصاً غير مناسبة ولم يبين لماذا !! وهو من أساسيات الحوار والجدل (إذا وجدت أركانه الأساسية)، وهنا أود أن أذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث رفع دعوى قضائية على شركات التبغ ووكلائها بسبب ما يصرفه على علاج مضاعفات التدخين ومنها السرطان في المملكة وكان الأحرى بالوزارة أن تكون الخصم الأول للتدخين كونها تعالج مضاعفاته بدلا من أن تكون محامي الدفاع عن شركات الدواء وخصماً لمريض يدفع قيمة دوائه.

اترك رد