بينما تنتهج أجهزة الدولة المختلفة أرقى وأحدث أساليب التعامل الحضاري مع المواطن والمقيم في معظم مناحي الحياة وتحاول جاهدة تطبيق الآليات الحديثة وكل ما سخرته طفرة الالكترون للتسهيل على بني البشر ما أمكنها ذلك، فإننا نجد في المقابل ان عدداً من المستشفيات الحكومي يمارس ضد مرضاه ومرافقيهم أساليب أقل ما يقال عنها إنها تعيدنا عشرات السنين إلى الخلف (أساليب جد متخلفة) إلى جانب أن هذه المستشفيات تتجاهل تماما الجانب الإنساني وحقوق المواطن التي كفلتها الدولة، وهي بالمناسبة تمارس ذلك دون اذن رسمي ودون استناد إلى أساس نظامي أو قانوني أو أي حق يخولها لفعل ما تفعله بأكثر فئات المجتمع استحقاقاً للعطف والإنسانية وهم المرضى وذووهم .
أقول دون أي تخويل من جهات الاختصاص وعلى رأسها وزارة الداخلية وإمارة المنطقة تقوم بعض المستشفيات الحكومية بإبرام عقود مع (شركات) لتوفير عدد من سيارات السحب (ونش) وينص العقد على أن تتولى (ونوش) الشركة سحب سيارات المرضى التي لا تقف في المواقف المخصصة للمراجعين (المواقف بعيدة جدا عن العيادات بل عن المستشفى لأن الأفضلية لمواقف كبار الموظفين الإداريين ثم الأطباء ثم صغار الموظفين وأخيرا المرضى، مع أنهم الأقل صحة ونشاطا وقدرة على المشي).
سائق الونش في الغالب شرق آسيوي والشركة تتقاضى ما لا يقل عن أربعين ريالا من صاحب السيارة المسحوبة الأمر الذي جعل الشركة تتلهف لسحب أي سيارة حتى لو كان وقوفها لا يعيق حركة ولا يضر بالطريق فالمهم هو الأربعون ريالا ثم انها تحتجز السيارة في موقف بعيد جدا.
مجموعة ونوش تسحب سيارات مرضى جاءوا طلباً لتخفيف ألم فزادوهم ألماً وصراخاً وشجاراً مع عامل شركة ترك له الحبل على الغارب دون جهة محايدة تشرف على عمله.
تجولت في أسواق الديرة، أكثر مناطق الرياض ازدحاماً وارتياداً فلم أشاهد (ونشاً) يسحب سيارة وشاهدت قسائم مخالفة حضارية ومواقف وفيرة وقريبة ورخيصة (هذه هي الرياض عاصمة الإنسانية ).
مايتعلق بالممتلكات والعقوبات تحكمه انظمة يصدرها مجلس الوزراء فبأي حق يترك مصير مواطن مريض أو مقيم مريض في يد رجل واحد (حتى لو كان مدير المستشفى او القطاع الصحي) وهذا الرجل يجير التصرف في هذا المصير لشركة بل لعامل آسيوي يهمه أن تكسب شركته. فبعض السيارات سحب بعد الوقوف بدقائق أثناء إدخال الراكب إلى الإسعاف، كما أن السيارات التي تسحب لا تسد طريقا أو تمنع انقاذ مريض أو خلافه مما قد يصوره منتفع !!.
الأمر يحتاج إلى وقفة صادقة وإذا جاءت الوقفة الصادقة سوف تنكشف ممارسات كثيرة في حق المرضى وهي بالتأكيد وللأمانة ليست سياسة الدولة .