لابد من التحذير من هدوء عاصفة السعودة التي هبت منذ عدة سنوات وبلغت الذروة منذ فصل العمل عن الشؤون الاجتماعية، لأن هذا الهدوء يفهمه بعض أعداء السعودة في القطاع الخاص على انه اليوم الأخير لنشاط وقتي، شأنه في ذلك شأن اسبوع النظافة او اسبوع الشجرة.
ولمن يستكثر استخدام عبارة (أعداء السعودة) على اعتبار ان السعودة خطوة وطنية ذات اهداف متعددة تصب في الصالح العام لهذا الوطن ومن المستغرب ان يكون لها أعداء في القطاع الخاص السعودي اؤكد له ان للسعودة مقاومين كثراً من صناع القرار في القطاع الخاص ومن بعض اعضاء مجالس الإدارة ومن بعض المديرين العامين في شركات كبرى ومن بعض مساعديهم.
من هؤلاء محبو الدينار والدرهم من صناع القرار او الملاك قصيري النظر ممن يرون في السعودة زيادة للمصروفات ولا يهمهم سوى استغلال فرص الكسب في هذا الوطن وقروضه وتسهيلاته ويتنكرون لاحتياجاته. ومنهم اعضاء مجالس ادارة تعنيهم ارباحهم ودخولهم الخاصة ولا تعنيهم تفاصيل سياسة واهداف المؤسسة او الشركة طالما انها تربح.
والمدير العام ومساعدوه يعيشون وهم خطر السعودة على مناصبهم، لأن السعودي لا يرضى بأي فعل لا يرضي دينه وضميره ووطنيته، والسعودي المتميز حتى لو كان في موقع وظيفي اسفل الهرم او اوسطه، الا انه يذكرهم بأن مواقعهم قد يتميز فيها غيرهم وهذا ما نقصده بالوهم!!.
هذه ليست نظرة تشاؤمية لوضع القطاع الخاص، ولا إطلالة على الوضع بنظارة سوداء، بل عصارة مشاهدة ومراقبة طويلة لوضع لم يتغير في عدد من شركاتنا الكبرى القادرة على تدريب وتوظيف السعوديين بل المحتاجة لتوظيف كوادر في مجالات ووظائف اساسية يشكل توظيف السعوديين فيها مصدر أمن وضمان للاستمرارية بعنصر وطني في متناول اليد وخبرة وطنية باقية، على عكس تلك الأجنبية المخططة للرحيل يوما ما. ومع ذلك يحاول ثلاثة او اربعة من المهيمنين على قرار الشركة تلافي توظيف السعوديين قدر الإمكان وبكل وسائل التهرب الممكنة.
وللأسف فرن من هذه الشركات شركات مساهمة هي من المواطن وله، ومنها شركات صناعية في مجالات حيوية ومهمة ذات علاقة بالأمن الدوائي او الغذائي التي يدفع الوطن والمواطن ثمن المجازفة بمستقبلها ومع ذلك يتقدم لهم سعوديون متميزون ومتخصصون في نفس المجال الصناعي او التجاري، تتمناهم الشركات المشابهة في الخارج ويرفضون في وطنهم.. لماذا؟!.
الأسباب لا تخرج عن أهداف شخصية ليس من بينها هدف واحد يخدم مصلحة الوطن او حتى الشركة على المدى البعيد وهدوء عاصفة السعودة يخدم هؤلاء كثيرا ويضاعف من ضحاياهم.. كل ما اتمناه ان لا تكون عاصفة السعودة موسمية وان تستمر على مدار السنة لتقتلع النوايا السيئة، وأن يتم التعامل مع أفكار ومقترحات وإجراءات وزارة العمل (وهي التي تبني المقترح على دراسة لواقع المشكلة) .. أن يتعامل معها وبسرعة على انها نظم وإجراءات نافذة لا مجال للنقاش حول استمرارها.