نافعة الدانمرك

أعداء الإسلام، سواء منهم الأعداء المعلنون أم أولئك المتربصون خلف الأقنعة لم يتوقع أكثرهم تشاؤماً أن يلتف المسلمون حول بعضهم البعض على اختلاف مذاهبهم ودرجة تمسكهم وعلى اختلاف توجهات ساستهم ويتفقون ويجتمعون على كلمة واحدة وموقف واحد وغضب واحد تجاه الإساءة إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم .
نبحة الدانمرك تلك لا يمكن أن تلتفت لها قافلة بدأ مسيرتها سيد الخلق وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً وجابت العالم أجمع بشعلة نور يزداد سطوعاً، وسماء الإسلام التي تحيط كافة أرجاء المعمورة على اختلاف شعوبها ومناخها وجغرافيتها وتوجهاتها السياسية ونظام حياتها الموضوع، هذه السماء لا يضيرها نباح كلب دانمركي ولا من يتجاوب معه من كلاب العالم السائبة .

وقفة الرجل الواحد تلك جاءت في زمن ظن فيه أعداء الإسلام والمتربصون أن شوكتنا قد كسرتها وصمة الإرهاب التي حاولوا كثيراً نسبها للإسلام.

إلى ما بعد نشر تلك الرسوم الكاريكاتورية بيوم واحد كانوا يعتقدون أن صفنا الواحد قد اخترق وأن ثوابتنا قد تغيرت لدى بعضنا وأن الضربات التي كانوا يوجهونها لنا من الخارج والداخل قد زعزعت اتحادنا .

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تخطىء فيها توقعات ساسة الغرب على وجه التحديد في حكمهم على تكاتف المسلمين وقوتهم وصلابتهم، لأنهم أي أولئك الساسة وبعض الإعلاميين يبنون انطباعاتهم على توجهات قلة هم من يرونهم ويسمعونهم، لكن الأمر بالنسبة لهم اختلف كثيراً عندما رأوا مظاهرة عالمية يصعب على أية قوة في العالم حثها على الخروج غير قوة الإسلام، قوة حب نبي الإسلام، قوة تماسك المسلمين التي لا يزعزعها خلاف ولا اختلاف .

مظاهرة في شكل غضب عارم وشامل اجتمع فيه السياسي مع الرجل العادي والدبلوماسي مع رجل الشارع والأهم من هذا وذاك أن اجتمع الشرقي مع الغربي والأقصى مع الأدنى . رفض الاعتذار لا يعدو كونه ارتباك المعتز بالإثم والمصدوم بهول صورة الإتلاف غير المتوقع، على حد ظنهم، لكنهم سيعتذرون وسوف يرتدعون لأن الدرس هذه المرة أقوى من كل الدروس، لأنه رسالة استمرار الوحدة الإسلامية واستمرار تكاتف شعب من عدة شعوب وهذا مخيف لهم، ليس شعباً من عدة مدن ضمن خريطة واحدة إنه شعب واحد من عدة خرائط تشكل في مجموعها الكرة الأرضية وهذا خطير .

سيعتذرون ويرتدعون وكل ما علينا هو أن نصر على المقاطعة والاستنكار والغضب والفخر بأننا مسلمون لا عرب ولا بيض ولا سود ولا شرقيين ولا غربيين نحن عالميون .

اترك رد