ابقيق إعلان نهاية

ارتبط حرق النفط ارتباطاً وثيقاً بالهزيمة أو الشعور بحلول النهاية، ولعل أحدث أمثلة هذا العصر إحراق صدام حسين لآبار النفط الكويتية معلناً عن نهاية مغامرته بغزو الكويت بهزيمة ساحقة بل أم الهزائم عام 1991م.
وحتى في بلاده التي حكمها ما يزيد عن ثلاثين سنة نعم خلالها هو وعائلته وأعوانه بعوائد النفط فقد شرع في مكافئته بالحرق قبل دخوله حفرة الهزيمة!! عام 2003م.

وعلى مر التاريخ ارتبط حرق الزرع وإهلاك الحرث والنسل بحلول الهزيمة الساحقة، فعندما تقهقر الألمان من نورماندي عام 1944م أعلنوا هزيمتهم بحرق النفط والأراضي الزراعية (سياسة الأرض المحروقة).

المحاولة اليائسة بحرق معامل مصفاة النفط في ابقيق إعلان صريح وواضح وموثق تاريخياً لهزيمة الإرهاب وانتهاء آماله بحالة يأس وانكسار وفشل لكل الخطط والمحاولات للنيل من أرض الحرمين الشريفين.

الفرق الوحيد بين حالات الحرق التي استشهدت بها ومحاولة حرق نفط ابقيق تكمن في الجواب على سؤال (من يحرق من؟!).

في الأمثلة المذكورة بل في كل الأمثلة عبر التاريخ كان «ممارس الحرق» يحرق نفطاً أو زرعاً لعدو محاولاً أن يلحق به خسارة ولو في الرمق الأخير «حتى صدام وهو يحاول حرق نفط العراق فعل ذلك لأنه يعتبر العراق عدواً بدونه!!، ويعتبر نفط العراق سيصبح غنيمة لمحتل».

في مثال ابقيق كان الأمر أكثر فضاعة وإجراماً فقد كان المعتدي يحاول حرق نفسه، حرق مقدرات قبلة المسلمين، حرق الممول الرئيس لبناء المساجد في العالم، حرق مصدر قوة العالم الإسلامي الذي سخره الله ليكون سبباً لإتفاق العالم أجمع على ضرورة استقرار هذه البقعة.

كان ذلك المختل وأعوانه يشرع (بقصد أو بغباء أو بتزيين الشيطان له سوء عمله) في إضعاف أكثر من ثلاثمائة مليار مسلم أمام أعدائهم، هذا على الصعيد السياسي والاقتصادي للعالم الإسلامي أجمع.

على المستوى المحلي كان يحاول قطع رزق ملايين المسلمين في بلاده وإضعاف اقتصاد وطنه والذي قد يترتب عليه انتشار الفقر وتفشي الأمراض وبالتالي ارتفاع مستوى الجريمة والرذيلة وإذلال المسلمين.

اترك رد