القوي والضعيف والجبان

سيارات أمانة مدينة الرياض تطارد بائع حبحب وتحذفه يمنة ويسرة إلى أن تنتهي المطاردة بحادث سير واصطدام (وانيت الجح) بالرصيف وتعريض جميع رواد الخط السريع بمن فيهم المطارد لخطر الموت وفرار سيارتي الأمانة بعد الحادث .. والأمانة وعبر الصحف تعترف بملكية السيارتين وبما حدث وتعد بالتعرف على أفراد الفرقتين لكنها تبرر ما يحدث من مطاردات بطريقة غير مقنعة واتهامات لباعة الحبحب المساكين .
البطيخة أو (الجحة) كما نعرفها ثمرة صحراوية صيفية مغلقة لا يعرف دواخلها و أسرارها إلا السكين ولأنها مغلقة بتغليف الخالق سبحانه وتعالى فإنه ليس منها خطورة ولا تحتمل غشاً ولا تسمماً ولا تزييفاً فلماذا يطارد بائع الجح وتعرض حياته والآخرين للخطر.

من غرائب الصدف أنني كتبت عن هذا الموضوع قبل هذا الحادث بسنتين وتحديداً في 51/9/4002م تعليقاً على خبر لمطاردة وضرب بائع (جح) من قبل مراقب البلدية وكتبته تحت عنوان (ضرب مروج جح).

وعادت القصة لتحدث بنفس تفاصيلها ، مطاردة وصدم ولكن هذه المرة دون ضرب لأن بائع الجح ضرب في حاجز خرساني !! وهربت سيارات البلدية !!.

اليوم أود أن أتطرق للموضوع من جانب آخر وهو لماذا رقابتنا قوية على الضعيف فقط وعلى الممارسات الأقل ضرراً وأهمية.

مكافحة الغش التجاري تلاحق من يبيع أسطوانة مدمجة مقلدة بعشر ريالات مع أن لها زبائن لا يتحملون سعر البرنامج الأصلي الباهظ ، ونفس المكافحة تترك باعة شرائط تحليل السكر المقلدة يعيثون بنتائج السكر فساداً !! وبالمرضى أضراراً يؤدي إلى الموت!!.

ليس هذا فقط بل وبمقارنة أكثر قرباً فإن أجهزة الحاسب نفسها تقلد وتوضع عليها لواصق مصنعة محلياً وهذا أكثر إجحافاً في حق المستهلك وتزييف كروت الذاكرة يتم محلياً بشكل واسع دون حراك من مكافحة الغش التجاري .

صاحبة «المبسط» التي تعيل أيتاماً وتحاول تأمين قوت يومهم بشرف تركل بضاعتها ويصادرها أصغر مراقب بلدية والمحل التجاري الكبير (سوبر أو هايبر) لا تؤخذ عينة من بضاعته الفاسدة إلا بإذن وترخيص وحبة (خشم) ولو دخله أكبر مراقب فقد يخرج بدون (خشم).

المريض الذي جاء لغسل الكلى أو تناول علاج كيميائي للسرطان وأوقف سيارته في مكان لا يضر بأحد لكنه لا ينفع الشركة التي تدير المواقف تسحب سيارته بأمر مدير المستشفى ويغرم 04 ريالاً والطبيب (في نفس المستشفى) الذي يتحرش بمريضة نفسية يستر عليه المدير العام التنفيذي .

الموضوع لا يتعلق بحكم القوي على الضعيف ، بل السر هو في حكم الجبان على الضعيف لأن الجبان ليس قوياً ولم يكن قوياً قط لذا فهو لا يحكم إلا على الضعيف !!.

رأي واحد على “القوي والضعيف والجبان

  1. موضوع الباعة المتجولين وسيارات البلدية موضوع معقد ولم أستطع تفسيره إلا بقليل من سوء الظن، وأغرب من البطيخ سيارات (الآيس كريم)، لا سيما وأنها تدار بأيدي وافدة وبكفالة محلية و (شد لي وأقطع لك).

اترك رد