منتخب ذوي الإبداعات الخاصة

أثبت النجوم المغمورون، غير المدللين مادياً، ولا المصنوعين إعلامياً أعضاء منتخب المملكة العربية السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة، اثبتوا أن حب الوطن والإخلاص له والتضحية من أجله حب فطري يخلق مع كل مواطن أياً كان مستواه الذهني والفكري والتعليمي والثقافي .
اثبتوا أن المواطنة الحقة لا تكون نتاجاً لتدليل إعلامي ولا لإغراء مادي ومكافآت جزلة بل اثبتوا أن هذه العوامل هي للهدم أقرب منها للبناء .

وسط صمت وتجاهل إعلامي لا تستثنى منه غير القناة السعودية الرياضية حقق شباب سعودي مغمور إنجازاً لم يكن أكثر المتفائلين يحلم به خاصة بعد إخفاق المنتخب الأول المخزي في نهائيات كأس العالم بألمانيا .

بين حلم التعادل بمباراة واحدة أو تسجيل هدف لمنتخبنا الأول إلى تحقيق كأس العالم مسافة كبيرة جداً اختصرها شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الإعاقة الذهنية ليثبتوا للجميع أن البذل والعطاء للوطن يأتيان بالحب لا بالتحبب وبالجماعية لا بالتفرد وبالنجومية لا بالتنجيم، وبالقدرة على العطاء لا بالقدرة على الظهور .

أستطيع القول كمتابع إن المباراة النهائية على كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة بين السعودية وهولندا بدأت دون أن يعلم عنها كثير من المشاهدين لأن الإعلام الرياضي بإاستثناء قناة الرياضية لم يمنح هذا المنتخب الاهتمام المطلوب ولا الخبر البارز ولا الملاحق الصحفية حتى بعد أن تأهل للنهائي!!.

بعد الإنجاز لا فضل لأحد أشاد بهم أو تنبه لهم فهذا هو ديدن الأبطال يفرضون أنفسهم ليصبح الاهتمام بهم شرفاً لمن يهتم .

درس في حب الوطن قدمه ذوو الاحتياجات الخاصة والإعاقة الذهنية حتى تمنينا أن كل منتخبنا الأول من ذوي الإعاقة الذهنية لأن المعاق لا يغتر ولا يتعالى ولا يتصرف بأنانية ولا يطمح لعقود ومجد شخصي .

كأسا عالم حققناهما في حياتنا واحد بقدم الناشئين والآخر بقدم ذوي الاحتياجات الخاصة ومع ذلك لا زلنا نصر على منتخب من ذوي الطلبات الخاصة!!.

ذوو الاحتياجات الخاصة يجب أن نحتفل بهم كأبطال وطن ليس لأنهم انتصروا في مباراة كرة قدم وحققوا كأس العالم، ولكن لأنهم أعطوا درساً في الوطنية، درساً في اللجوء إلى الله بالدعاء والسجود له بالشكر، درساً في تغيير المفاهيم نحو المواطن السعودي الحق فالمدرب سعودي (عبدالعزيز الخالد) والإداري سعودي تحامل على كل ظروفه (ناصر الصالح) واللاعبون مواطنون مغمورون أبرزهم حبهم للوطن ولم يبرزوا هم على حساب الوطن وحتى المدلك والطبيب الرياضي جميعهم سعوديون، وهذه دروس مهمة يجب أن تكون أساساً لتعاملنا المستقبلي .

أقترح وضع صورة أفراد هذا المنتخب في جميع مقرات الأندية الرياضية ومبنى رعاية الشباب تحت عبارة (منتخب ذوي الإبداعات الخاصة أو الخارقة) حتى لا ننساهم وننسى دروسهم المهمة.

اترك رد