(المشاطة)

المسئول في هذا الوطن المعطاء وفرت له اليوم كل السبل لأن يكون جميلا.
جميل في انجازاته للمؤسسة التي يرأسها، وليس لنفسه، جميل في عطائه لوظيفته منذ أول يوم يتولى مسئولياته أيا كان مستواها، جميل في تعامله مع المواطنين والمراجعين والمستفيدين من عمله الحالي وليس العمل الحلم، جميل في التخطيط والبناء لمنصبه الحالي لأنه أمانة منذ أول يوم حمل فيه الأمانة.

ما بالنا إذن لا نتزين إلا قبل ربيع الأول بأيام أو أسابيع أو حتى أشهر؟!

لماذا لا تكون كل سنوات عملنا ربيعا حقيقيا، وليس فقط ربيع التجمل ووضع أصناف الأصباغ غير الحقيقية لنخرج في أبهى صورة لا تعكس الوجه الحقيقي.

هذا الوطن بقادته المخلصين وأرضه المعطاء وبيئته الخصبة التي توفر كل أسباب البذل، من مميزات الممتازة وبدلاتها وإغداقها على المسئول، إلى منح الثقة والتشجيع والصبر، تهيئ كل الظروف والإمكانات المادية والمعنوية والنفسية للموظف لكي يكون جميلا في كل الأوقات والشهور، فلماذا لا يكون جميلاً فعلاً؟!

نحن لدينا، أو لدى بعضنا، طبع قديم بأن لا نتزين إلا في المناسبات، ولا نرتدي أجمل حللنا إلا قبلها بساعات.

حتى قبل زمن (الكوافيرات) وصالونات التجميل كان أول وآخر عهد العروس بالتزين هو ليلة الزفاف، فقد كانت (المشاطة) في قديم الزمان هي صالون عصرها، لكنها لا تمشط إلا شعر العروس ولذلك جاء المثل الشعبي ذو المدلولات القوية والمعبرة ألا وهو (مداحتها أمها والمشاطة)، أي أن من يمدح المخطوبة إما والدتها أو المشاطة أو هما معا فقد لا تكون بذات الجمال لكنها تصور كذلك.

نفس الشيء فإن الموظف إذا طمح أو طمع في ترقية أو منصب أفضل فإنه يسخر (مشاطة) إعلامية تزين صورته قبل موعد الزفاف، مع أن من حق هذا الوطن المعطاء علينا، ومن حق قادته علينا أن نكون في قمة جمالنا في كل الأوقات بأفعالنا، بذمتنا بوطنيتنا، بإخلاصنا وباحترامنا للمسئولية والوظيفة، وليس بطموحنا لأفضل منها دون عمل حقيقي يؤهلنا.

لنعمل للوطن ولتكن (مشاطتنا) أعمالنا وحسب، وبذلك فإنه لن يكون ثمة داع لحمى التزين والتسابق قرب خط النهاية التي نشاهدها الآن.

اترك رد