بقي الانتصار

هكذا هي طبيعة النفس البشرية كما خلقها البارئ سبحانه، أكثر ما يثيرها أن تهان، أو يسلب لها حق أو أن تفتقر للعدل، وهو أمر مؤكد فيما يخص الإنسان نفسه فتفاعله مؤكد وان كان يتفاوت من حيث السرعة والقوة على حسب ما رزق من نعمة الصبر والاحتساب .
فيما يخص اطلاع الإنسان على الإساءة لآخرين وتفاعله معها فهذا يتفاوت بشكل كبير، فهناك من يرى الناس كنفسه فيتفاعل مع الإساءة إليهم أو الإضرار بهم، وثمة سلبي أناني لا يعنيه إلا نفسه .

تلك لم تكن مقدمة إنشائية لطبيعة البشر، فغيري أعلم مني بهكذا موضوع، لكنها تأكيد على أننا يجب أن لا نهمل هموم الناس وأن نسارع بتفريجها بأسرع وقت ممكن وإنصافهم حتى مع أحب من نحب وأقرب من نقرب لأن الأهم هو أن نهيئ مجتمعاً صحيحاً نفسياً، تغلب عليه السعادة والاستقرار ليكون منتجاً .

القضايا الحقوقية بالغة التعقيد أو ممارسات الظلم قد تكون الأقل حدوثاً أو (الأندر) وتلك خطيرة وتستدعي الحل لتلافي وسوسة الشيطان على المظلوم فتزداد تعقيداً .

لكن الأخطر هو الأكثر حدوثاً، والأكثر شيوعاً، وإن كان الأقل حدة وهو ما يتعرض له شريحة كبيرة من الناس نتيجة تسلط مدير أو تعسف مسؤول أو التفريق بين الموظفين بالإغداق على غير مستحق لأنه قريب أو مداهن وترقيته وتدليله وظيفياً بينما يغبن مجموعة موظفين منتجين مخلصين لأنهم ليسوا من ذوي القربى أو الواسطة أو النفوذ .

عندما يتواجد مدير يفتقد لأبسط مقومات الإدارة والحكمة، أو مسؤول عن مصالح الناس يفتقد للإخلاص والرفق بالناس فإن هذا معناه أن كثيرين من الموظفين والمراجعين سيتعرضون للإحباط

لقد وصل مجتمعنا ولله الحمد وفي هذا العهد الزاهر إلى درجة رفيعة من التفاؤل والسعادة والإحساس بالاهتمام والدعم النفسي والمعنوي في كل أزماته، بدأ بخفض أسعار الوقود وزيادة الرواتب وميزانية الخير والمواقف المتعددة التي تجسد حنان وأبوية القيادة .

ويبقى أن نفعل الرقابة والتفاعل مع شكاوي الموظفين والمراجعين لتعم السعادة.

رأيان على “بقي الانتصار

  1. بالفعل …
    الإنتصار الحقيقي في الإصلاح هو أن نكمل الحلقة وأن نعطي للمظلوم حقه وأن ننتصر على رغبات النفس الطامعة لإلتهام ما ليس لها من حق !

    تدوينة رائعة أستاذ محمد ،،،

  2. سلام عليكم..
    تدوينه راائعه..
    من اجمل ماقرأت..
    اسمح لي بأن اضعها في احد ملفاتي..
    صراحه موضوع شجعني اني اتعمق في مدونتك..:)
    دمت بود..

اترك رد