أدوات شفط سم الملدوغين من الثعابين والعقارب غير فعالة وخطيرة

حذر المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني من منتجات يستوردها بعض الأشخاص ويدّعون أنها قادرة على امتصاص سمّ الثعبان أو العقرب من المصاب عند حدوث اللدغة ويروج لهذه المنتجات على أنها “أجهزة” لمص السمّ من مكان اللدغ، وهي لا تعدو كونها قمعا مطاطيا موصولا بشافط بلاستيكي يشبه المستخدم في الحقن الطبية والأداة في مجملها تشبه الأدوات المستخدمة في الحجامة.
وذكر مدير عام المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات الصيدلي محمد بن سليمان الأحيدب أن خطورة هذه الأدوات تأتي من عدة جوانب أهمها أنها تعتمد على فكرة خاطئة جداً موغلة في القِدم وثبت عدم صحتها علمياً وتجريبياً وهي فكرة شفط السمّ من مكان اللدغ فسمّ الثعبان أو العقرب بروتين ذو وزن جزيئي كبير يحقنه الثعبان أو العقرب في العضل أو تحت الجلد ولا يمكن بأي حال من الأحوال شفطه وإخراجه من الأنسجة وأن ما يخرج ما هو إلا سائل ليمفاوي أصفر يرشح من الأنسجة خاصة بعد اللدغ أو أن ما يخرج هو الدم خاصة وأن المرّوجين لهذه الأدوات ينصحون بجرح مكان اللدغة ومن ثم تركيب الشافط ويأتي الفهم الخاطئ من خروج السائل الليمفاوي الأصفر ويعتقدون أنه السمّ أو أن السمّ يخرج مع الدم وهذا غير صحيح مطلقاً.

أما الجانب الثاني الخطير لهذه الأدوات فيأتي من إحداث الجروح حول مكان اللدغة فالجروح تتيح مساحة سطحية أكثر لامتصاص السمّ في الأنسجة فأنت عندما تجرح مكان اللدغة تزيد المساحة المتاحة لدخوله في الدم وامتصاصه في الأنسجة تماماً مثلما نفعل عند تتبيل لحم الشواء حيث يتم تشريحه لزيادة توغل التوابل فيه فما يحدث بعد جرح المصاب يؤدي إلى توغل السمّ أكثر في الأنسجة ووصوله بسرعة أكبر إلى الدورة الدموية، كما أن من خطورة الجرح رفع نسبة حدوث التلوث لمكان اللدغة وبالتالي حدوث الغرغرينا لاحقاً لأن من طبيعة سمّ الثعبان ولدغة الثعبان أنها تساعد على حدوث التهاب في العضو الملدوغ والجرح يزيد من هذا الاحتمال وآثاره خطيرة جداً قد تؤدي إلى بتر العضو المصاب لا سمح الله.

أما الخطورة العظمى من أدوات الشفط تلك التي كثر الترويج لها في الصيدليات ومحلات بيع الأدوات الطبية بل وفي بعض الإعلانات في الصحف وعلى الشبكة العنكبوتية تكمن تلك الخطورة في أن مصنعيها ووكلاءها وإمعاناً في الخداع يقومون بوضع حبتين من مضاد الهستامين على شكل قرصي دواء صغيرين، فيعتقد المصاب أن هذين القرصين هما علاج للتسمم وبالتالي يكتفي بهما ولا يذهب للمستشفى إلا بعد أن تتفاقم الحالة وتصل مرحلة الخطر والحقيقة أن القرصين ما هما إلا مضاد هستامين من الأدوية المستخدمة في علاج الزكام أو الحساسية وهذا خداع مميت لأن أهم خطوة لإنقاذ الملدوغ هي سرعة نقله للمستشفى وإعطائه المصل المعادل للسم.

ويردف الصيدلي محمد بن سليمان الأحيدب قائلاً للأسف فإن بعض مستوردي تلك الأدوات جاؤوني في المركز قبل إستيراد هذه الأدوات ويسألون عن فائدتها وشرحت لهم خطورتها وعدم فاعليتها وأنها من ضروب الغش والخداع لكننا فوجئنا بانتشارها ولا أدري هل هو عن طريق من نصحناهم أم غيرهم، لكن المهم أن يعي المواطن والجهات المعنية في وزارة التجارة خطورتها، كما أن وجود أدوية بداخلها يجعل وزارة الصحة مطالبة بسحبها لأنها ليست من أشكال إعطاء الدواء أو عبواته المسموحة.

من جهة أخرى نبّه الصيدلي محمد بن سليمان الأحيدب عن نوع آخر من التضليل تمارسه شركات ومؤسسات مكافحة الحشرات (Pest Control) وهو الادعاء في إعلاناتها بقدرتها على القضاء على الثعابين والعقارب برش مواد كيماوية وهذا محض افتراء فالثعابين من الحيوانات الزاحفة من ذوات الدم البارد وهي لا تتأثر مطلقاً برش المبيدات، كما أنها لا تتغذى على الحيوانات الميتة ولا اللحوم ولا يمكن تسميمها بوضع وجبة مسمّمة ولا يمكن قتل الثعبان إلا “ميكانيكياً” بالضرب المباشر وهذا لا يحتاج إلى شركة فإذا خرج الثعبان فسوف يتم ضربه دون الاستعانة بشركة وإذا لم يخرج فإن قتله غير ممكن ناهيك عن معرفة وجوده من عدمه إلا في الصحراء وعن طريق الأثر.

ويواصل الأحيدب أما العقارب فقد أجريت شخصياً تجربة مطولة على أربع مجموعات من العقارب كلٍ منها عشر عقارب قمت برش المجموعة الأولى مباشرة بأحد أقوى المبيدات التي تقتل الحشرات مثل الصراصير على الفور، لكن العقارب لم تمت بل أصيبت بهيجان شديد وهذا يجعلها أكثر خطورة، أما المجموعة الثانية فقمت بوضعها على تربة مرشوشة سلفاً بالمبيد لأن من الصعب على أي شركة رش أن تجد العقرب وترشه مباشرة لكن من الممكن أن يمر على تربة مرشوشة ورغم بقاء العقارب على التراب المرشوش أكثر من يوم فإنه لم يحدث لها غير الهيجان أما المجموعة الثالثة فجعلتها تمر مروراً مؤقتاً على التراب المرشوش ولم يحدث لها غير الهيجان البسيط والمجموعة الرابعة كانت مرجعية فقط للمراقبة وخلصت من ذلك إلى أن أقوى المبيدات لا تؤثر في العقرب ولو بالرش المباشر بتراكيز عالية فما بالك برش المكان فقط وعليه فإن أي شركة تدّعي القدرة على القضاء على الثعابين والعقارب بالرش وخلافه إنما تخدع الزبون وتستنزف ماله دون فائدة بل بضرر بالغ نتيجة الاطمئنان الزائف إلى جانب الهيجان الذي قد يخرج عقارب كانت مختبئة أو بعيدة عن المنزل. وأهاب الأحيدب بالمواطنين والمقيمين الحذر من الثعابين والعقارب والابتعاد عن مواقعها خاصة وأننا قرب دخول الصيف وفي أجواء تشجع على قضاء الأوقات في الصحراء نسبة لما صاحب هذا العام من أمطار خير وبركة وربيع عام وخضرة كست الصحاري والشعاب كما حث الجهات المختصة على لعب دورها المهم في وقف أشكال الخداع كل فيما يخصه إلى جانب التوعية، فحماية المستهلك مسؤولية جهات الاختصاص وإنما علينا كمتخصصين البلاغ والتوعية.

رأيان على “أدوات شفط سم الملدوغين من الثعابين والعقارب غير فعالة وخطيرة

  1. السلام عليكم

    يعطيك العافيه يادكتور
    ودي اغتنم الفرصة واشيد بهذا المركز الناجح والذي تشرفت بزيارته اكثر من مره وكم يطيب لي تكرارها حيق لا أمل من تصوير مرتاديه من عقارب وأفاعي 🙂

    الف شكر لكم على ماتقدموه من جهود بناءه لرقي وطني

  2. بعد اذنك يادكتور ممكن تخبرنى كيفية مكافحة الثعابين وابتعادها عن المنشات؟

اترك رد