من الفقير؟!

أحسنت قناة الإخبارية عندما وضعت ضمن برامجها فقرة (سؤال اليوم) لتتيح للجمهور وللشارع أن يقول رأيه دون وصاية وبكل تلقائية ويبين وجهة نظره وإجابته عن سؤال مهم، ثم إنها بذلك تزيد بشكل كبير من عدد المتابعين خصوصا أن كل سؤال يجيب عنه عشرات الناس من مواقع مختلفة ذكورا وإناثا .
أحد الأسئلة كان (من هو الفقير في نظرك؟) ولعل الإخبارية تعمدت أن لا تحدد (فقير في ماذا؟!) هل في فكره أم ماله أم دينه….الخ، فجاءت الإجابات واقعية معبرة تدل على أننا نخطئ كثيرا في تقييم درجة وعي الشارع السعودي، ولعلي ذكرت مرارا اعتقادي بأن درجة الوعي لدى كثير من الناس العاديين أعلى من بعض المسؤولين فالمعاناة أقوى أداة لاستحثاث الشعور والمشاعر !!.

جاءت الإجابات حسب شعور كل شخص ومعاناته فقيل الفقير هو فقير الفكر، وقيل فقير الدين، وقيل من لا يصلي على النبي وقال آخر إنه من يشتم هذا ويسب هذا، وذكر أكثر من شخص أن الفقير من كان غنيا قبل الأسهم وخسر في الأسهم واستشهد آخر أن راتبه كان عشرة آلاف وكان ينوي أن يبني منزلا لكن خسارته في الأسهم جعلته لا يدخر أكثر من أربعة آلاف ويعيش دون بيت يملكه!!.

وقال أكثر من شخص أن الفقير بخصوصية المجتمع السعودي هو من لا يجد أساسيات الحياة وهي الوظيفة والمسكن الملك والرعاية الصحية بمعناها الحقيقي وليس كما يحدث الآن مجرد مضادات حيوية !!.

وقالت فتاة مرحة إن الفقير هو من لم يجد قبولا في الجامعات مثل حالتي أو من لم يجد وظيفة وجلس في بيته (طفران) مثلي، أما أبو صالح، وهو مسن شمالي اللهجة (وأهل الشمال يتحدثون بصراحة وبراءة) فقال الفقير هو (اللي ما عنده لا وظيفة ولا شين وما عنده حلال إلا الشونه) ويقصد من ليس لديه وظيفة ولا شيء ومعتمد على إعانة الشؤون الاجتماعية .

أما أنا فأرى أن الفقر يعتمد على نوع ما يفتقر له الشخص، وإذا ما حددناه بالمفهوم المباشر الشائع وهو الحاجة المادية فإن الفقير ماليا في مجتمعنا هو من لا يسأل الناس إلحافا وعندما يتقدم للشؤون الاجتماعية بعد طول خجل وتردد وحياء فإنه يصطدم بطلبات غريبة، موغلة في البيروقراطية وصعوبة التحقيق بالطرق التي تحفظ الكرامة، وإذا أردتم أتعس أمثلة الفقراء فهي امرأة إما أرملة أو معلقة أو مطلقة لديها عدد ممن تعول، ليس فيهم ذكر بالغ يستطيع المراجعة ولا تحب أن تشتكي حالها لغير ربها (وفي هذا قمة الغنى) فلا يعرفها موظفو الضمان الاجتماعي ولا موظفات الجمعيات الخيرية.

أما أخلاقياً فإن أشد الناس فقرا هو من أوكل إليه أمر الفقراء ومعاملاتهم والبحث عن المستحق منهم ولم ينجح في ذلك ثم لم يعتذر عن هذه الوظيفة.

شكرا للإخبارية وشكرا ل أبي صالح فقد أثار شجونكم وشجوني وعسى أن يثار مزيد من الشجون في وزارة الشؤون !!.

4 آراء على “من الفقير؟!

  1. بس والله أسئلتهم أحيانا لك عليها!! مرة يسألون : ( ما معناه خخخ) أقول يسألون وش تسوي يوم تصحى من النووم؟؟ بالله هذا سؤال ؟؟ صراحة سؤال !! لكن أيش الفائدة منه عاد شف الإجابات اللي يقول أنه يشرب القهوة

  2. في البدايه كلنا فقراء عند الله عزوجل..
    لكن هناك الكثير من الفقراء نقابلهم يوميا باختلاف نوعية فقرهم..شكرا لك على طرحك المميز..

  3. اقتراح بسيط:ارجو ان لايكون تطفلا مني
    هذا الموقع او المدونة الخاصة بالكاتب لو عمل لها اعلان في موقع صحيفة الرياض مع زاوية الكاتب كان افضل..
    حتى يتمكن القراء من المشاركة بارائهم في المواضيع الخاصة بالكاتب وشكرا..

  4. أستاذي العزيز / محمد الأحيدب

    سعدت كثيرا عندما وقعت على موقعك المحترم ..
    الذي ينقل فكرك المميز للعالم الآخر الانترنت ..

    بصراحة لن أتحدث عن الجانب السلبي في قناة “الإخبارية”
    بحكم المخزون السلبي الوافر عن القنوات التي عملت بها .. ولكن لكل قناة سلبيات وقد تكون القنوات المميزة في العالم العربي هي أكثرها سلبية
    وهذه من الأسرار التي لا يحق لي الحديث عنها على السطح ..
    حتى لا يقال بعد انتقاله بدأ يخرج العيوب ..

    فعلا “الإخبارية” لم يقتصر دورها على برنامج أو آخر
    بل قبل ذلك ساهمت بالفكر الجديد بإعطاء الجيل الواعد فرصة للمشاركة ..
    وقد أكون أنا أبرز المستفيدين من قناة “الإخبارية” ..
    ولكن “الإخبارية” بالسابق في عهد الدكتور محمد باريان أستقطبت أسماء كبيرة كانت لهم التجربة في القنوات الحرفية ..
    لم يعطي ربما أحد من الزملاء البال لهم ألا من رحم ربي ..
    ولكن بعد فترة طويلة من تواصلي مع أحد المميزين في تقديم التوجية الجيد في عالم الإعلام المرئي وهو الأستاذ نبيل نجم الذي عمل بقناة “الجزيرة” و “العربية” وآخر تواصلي به كان مسئول على قناة “الرأي” الكويتية
    بالفعل قدم لي الكثير وساندني كثيرا .. قد يكون هو من المميزين بالنسبة لي ..

    عن سؤال اليوم .. المنفس والمتنفس .. بالفعل “الإخبارية” نجحت بسؤال اليوم .. بفكر المدرسة التونسية
    مدرسة الأستاذ القدير محمد التونسي ..

    بغض النظر اختلاف الناس في خارج المجتمع الإعلامي معه على فكرة وغيرها ..
    هو رجـــل بمعني الكلمة
    هو الضليع في الإعلام
    هو الخبير في استخدام شعرة معاوية
    دخل كله طموح وأمل ..
    واصطدم كما اصطدم سابقا بالصحافة
    لو .. ولو تفتح عمل الشيطان
    لو كان محمد التونسي في “العربية”
    ثق ثقة تامة أن “العربية” ستكسب أكثر مما هي عليه
    وستنج أكثر مما هي عليه ..

    بالتوفيق للأخوان والزملاء في “الإخبارية” أتمني لهم التوفيق

    كما أتمني لك أستاذي الفاضل محمد الأحيدب الصحة والعافية
    وألتقي بك بإذن الله وأنت بخير ..

    أخوك الصغير .. عبدالعزيز البكر

اترك رد