الوطن مجموعة مواطنين

صحيح أن الوطن أرض ، لكنها أرض تحمل فوق ترابها ملايين المواطنين وتحوي داخل ترابها رفات اضعاف هذا العدد ، وجميعهم ، من فوق التراب، ومن تحته بذلوا من اجل هذا الوطن إما دمهم أو مالهم أو عرقهم أو كل ذلك.
حب المواطن من حب الوطن ، واحترام المواطن من احترام وطنه ، والرفق بالمواطن من اساسيات الرفق بالوطن.

هذا ليس موضوعا انشائيا أصفه بمناسبة اليوم الوطني ، بل هو اساس لنشأة وطن والحفاظ عليه.

ما بال كثير من المسؤولين يدعون حب الوطن ، واحترام الوطن ، والرفق بالشأن الوطني وهم يقصرون في القيام بمسؤولياتهم نحو المواطن؟!!.

حب الوطن ليس مقابلة تلفزيونية عابرة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني ، نعدل خلالها (مرزام) الغترة ونحسن لف (البشت) على الثوب الأنيق ونطلق للسان العنان للتحدث عن حب الوطن في دقائق معدودة، ثم نخلع بعدها ذلك الإحساس قبل خلع (البشت) و نجلس ننتظر مردود ما قلناه على مصالحنا وعلى ذواتنا في شكل ترقية أو منصب جديد أومكافأة أو حافز.

الوطن ليس خيالا غير محسوس نمجده ولا نتحسسه، ولا ذاتا غير مرئية نعظمها لكننا لا نراها ، وليس ترابا نقبله ، وهو وضيع ، أو مبانٍ اسمنتية نتمسح بها وهي جماد !!.

الوطن يتجسد في مجموعة مواطنين يفترض أن نتحسس مشاعرهم قبل اجسادهم، ونعظم احتياجاتهم ونحن نراهم ، ونقبل رؤوسهم اجلالا لما قدموه ويقدمونه للوطن ، ونحمل اجسادهم عل الأكف احتراما لإنسانيتهم ، فالوطن هو كل هؤلاء المواطنين الذين يقيمون على ترابه أو في ترابه ويسكنون المباني الجماد أو في الألحاد ، وحب الوطن الحقيقي هو أن تحبهم ، وتخدمهم ، وتحقق مصالحهم ، وتسعى لجمع شملهم وعدم تفريقهم أو التفريق بينهم!! ، وأن تحترم آراءهم وتتقبل نقدهم وتعدل في قضاياهم، وتسعى لعزهم ورفاهيتهم ، وتعتبر نفسك واحدا منهم ، لا واحدا عليهم.

إذا طبق كل واحد منا ما ذكر على نفسه ، واعتمده أساساً لأداء مسؤلياته استحق أن يصنف محباً لوطنه فحب الوطن من حب المواطن.

رأيان على “الوطن مجموعة مواطنين

  1. نعم هذه المواطنة التى ننشدها ….ولكن لاحياة لمن تنادي…فهناك من يعزف لحن الوطنية وقد يكون هذا اللحن مسروقاً…سلمت يداك ودمت وطنياً صادقاً ….لك تحياتي

  2. متألق ..داشماً استاذ ..محمد..اتمنى ان تبقى مبدعا..متميزا..كما..عهدناك..لك كل المودة والتقدير
    استاذ محمد..يشرفني..ان ادعوك للمرور على مدونتي فلدي موضوع كتبته بأسم( رسالة طفل صغير الى وطنه)اتمنى ان ارى تعليقك ..على فكرة المقال..ولك تياتي
    ***( ابوزياد)

اترك رد