توت و(إندومي)

بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخاصة الأرز والذي قد يجبر بعضنا على التحول إلى “الإندومي”، ما عسانا أو ما عسى فقراؤنا أن يفعلوا لو ركب المنتجون المحليون للألبان والحليب موجة رفع الأسعار ورفعوا سعره بنفس النسبة التي لا يطيقها متوسط الدخل؟!!.
ساورني هذا الشعور وأنا أرقب أسعار الألبان والحليب المنتجة محلياً والتي لم ترتفع منذ حوالي ست سنوات فقلت لا بد أن نشكر منتجي الألبان والحليب على عدم ركوب موجة رفع الأسعار في هذا المنتج الحيوي والعنصر الأساسي للحياة والذي لو حرم منه الفقراء فقد لا ينمو الأطفال ويصاب الكهول بهشاشة العظام، خصوصا اذا ما علمنا أن حليب البودرة المستورد لا يحقق الأمن الغذائي مقارنة بالمنتج محليا، ولو رفعت الإعانة، ولا العنصر الغذائي السليم مقارنة بالطازج ولو بالغت الدعايات.

بل ما هو بديل وزارة التجارة التي تريدنا أن نتحول إليه لتغيير نمط أطفالنا الغذائي؟! فلا عوض عن الحليب بالنسبة للأطفال ولا للبن بديلاً يحمي عظام العجائز والشيّاب!! هل سنعود إلى عصر استئجار المرضعات؟! أم نعود إلى المثل الشعبي القديم الذي يقول “البيت اللى ما به مره ولا بقره ما به ثمره”.

لا أرى أن تشكر الصحافة أحداً على السلوك الطبيعي والقيام بالواجب العادي، طالما أنه لم يكن خارقاً للعادة، ولكن عندما يتوجه كل الناس أو جلهم إلى ممارسة سلوك سلبي تمليه عليهم أهواؤهم ولا يجدون رادعا، فإن السلوك الطبيعي أو عدم مسايرتهم يصبح شيئاً يستحق الإشادة، خصوصا أنه يأتي زمان يصبح فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر!!. ومن هذا المنطلق، وعلى أساس افتقاد المستهلك لمرجعية الحماية صار لزاما علينا أن نشجع منتجي الألبان على موقفهم بل يجب أن نشكرهم ونشد على أيديهم وندعو الله أن يثبت قلوبهم، وأن يكتفوا بما فعله بعضهم من رفع سعر العصير لأن العصائر تبقى بالنسبة للفقراء عنصراً ترفيهياً يمكن الإستغناء عنه إلى أن يفرجها ربي، أما الحليب لو افتقدناه فسوف نعيش على توت وإندومي .

اترك رد