لعبة الكراسي الطبية والدوارة

لفت نظري عنوان في صفحة المحليات في هذه الجريدة يقول (مواطن مصاب بالقدم لم يتم منحه كرسياً متحركاً والكراسي المكتبية تحل بدل الطبية في مدينة الملك فهد)،
اعتقدت للوهلة الأولى أن العنوان يشير إلى أن الكراسي المكتبية أخذت نصيب الكراسي الطبية من الميزانية، وهذا هو الواقع في كثير من الدوائر، ولعلنا نذكر الموقف الشهير عندما كان د. غازي القصيبي وزيرا للصحة وسأل مدير الشؤون الصحية في المنطقة الوسطى آنذاك عن سبب تواضع غرف المرضى وأسرّتهم وحجرات الانتظار المخصصة لمرضى العيادات فكان رد المدير بأنه يعود لشح بنود الميزانية وعندما دخل مكتبه وجد اثاثا فاخرا ودورة مياه تصلح مكتبا فاتخذ الوزير موقفا حازما تجاه المدير وحدد درجة ونوعية اثاث المكاتب.

ونلاحظ كثيرا هذه الأيام على المستشفيات الحكومية عدم وجود تناسب بين التقتير على المرضى والبذخ على الأثاث المكتبي، فيتم التقتير على المريض ومطالبته بالدفع أو الشراء من السوق بحجة شح الموارد وهو ادعاء غير صحيح بدليل أن تكلفة الديكورات الخشبية “السنديانية” وتزيين المكاتب الفخمة لبعض الموظفين تكفي لتوفير احتياجات مئات المرضى من الأجهزة والأدوات الطبية والكراسي المتحركة في حين نجد أن غرف الطوارئ لا تتوفر فيها كراسي متحركة لنقل المرضى من سياراتهم!!.

أعود للخبر فعندما نظرت للصورة المرافقة للخبر وجدت أن العكس هو ما يحدث في مدينة الملك فهد الطبية، فقد استخدمت كراسي الموظفين الدوارة لنقل المرضى بدلاً عن الكراسي المتحركة وهذا أيضا يعكس سوء ادارة وسوء تقدير للاحتياجات وإهمالاً لسلامة المريض أثناء النقل، وان كان لا يعكس استغلالا للميزانية في الصرف على أثاث المكاتب على حساب الرعاية الصحية.

شخصيا ليس لدي اعتراض على أن يكون مكتب الموظف مهيئا ومجهزا لقيامه بمهامه الوظيفية، وجميلا يمنحه الجو النفسي للعمل، ولكنني ألحظ مبالغة كبيرة في تأثيث بعض المكاتب، وترك ذلك لهوى الموظف احيانا مما يثير حزازات بين الموظفين وتفرقة محبطة، والمؤكد لدي بحكم تجربة طويلة ورصد دقيق أن ثمة علاقة عكسية بين قدرات الموظف و أثاث مكتبه، فكلما كان الموظف اكثر تأهيلا وأكثر تمكنا وأكثر ثقة في قدراته كان مكتبه أقل كلفة، والعكس صحيح فالمبالغة في تأثيث المكتب وتزيينه بالديكورات المكلفة ترتبط ارتباطا مباشرا بضعف الثقة بالنفس ونقص المؤهلات والقدرات ولذا فمن غير المنطقي ترك الأمر للموظف أيا كانت درجته.

دعونا معا نجرب وندون ملاحظاتنا على العلاقة بين كفاءة الموظف و أثاث مكتبه، ونربط بينهما وإن كان الأهم أن تكون العلاقة بين الصرف على الأثاث المكتبي الترفيهي والصرف على الخدمات الأساسية ومنها خدمات المرضى متوازنة والأولوية فيها للخدمة الأساسية التي تمس المواطن أو المقيم.

رأي واحد على “لعبة الكراسي الطبية والدوارة

  1. الله يكون في العون ولاتنسى مبنى الوزارة الي تمت تغطية الجدران بخشب سنديان مع العلم انه مخالف لأنظمة الدفاع المدني والحين تمأتخاذ قرار بأخلأ المبنى لتهالكة. غيض من فيض أبوسليمان لو نتكلم ونكتب الى بكرى لاحياة لمن تنادي.

اترك رد