طفح الكيل

كتبتُ منذ أشهر تحت عنوان (سرنا المشاع) عن تردي حال سرية المعلومات الشخصية والحفاظ على خصوصية المعلومات عن الفرد سواء كان مشتركاً في هاتف أو عميلا لبنك أو مريضا في مستشفى حيث إن من السهل جداً على أي متطفل الدخول إلى خصوصيات ذلك الفرد ومعرفة معلومات تفصيلية عنه يفترض أنها أعطيت للجهة المعنية للاستخدام الخاص فقط ، وأن إفشاءها للغير يدخل ضمن خيانة الأمانة وإخلال بحقوق ذلك الفرد ويجب أن تغلظ عقوبة هذا الإخلال بما يضمن اهتمام تلك الشركات أو البنوك أو المستشفيات بالحفاظ على سرية المعلومات وبذل الجهد والمال والإجراءات التي تضمن عدم عبث موظفيها بخصوصية العملاء .

ومن تجاوب القراء سواء عبر التعليقات في موقع جريدة الرياض الإلكتروني أو عبر بريدي الإلكتروني أو عن طريق الحديث المباشر ، وجدت أن الوضع أخطر مما كنت أتصور ويحتاج إلى وقفة حاسمة سريعة في شكل خطوات رسمية تشريعية صارمة لأن المشكلة لا تقف عند حد إفشاء سر مريض أو عنوان مشترك هاتف أو رصيد عميل بنك لمتطفل أو مجموعة متطفلين ، بل وصل حداً يتعلق بالابتزاز والإزعاج والمعاكسة والاستغلال الواضح للوظيفة في خدمة طرف ضد آخر ، ولا أريد الإفصاح عن المزيد .

كما أن القطاع الخاص والمستشفيات الحكومية ليست الأطراف الوحيدة المتورطة في تسريب المعلومات عن طريق رقم بطاقة الأحوال أو رقم حساب بنكي أو رقم طبي ، بل إن لوحة سيارة تملكها كفيل بإفشاء الكثير من المعلومات عنك، وهذا يؤكد ضرورة أن يصاحب تطبيق التقنية احتياطات للحماية من سوء استخدام الموظفين لها.

أما أوضح أمثلة انتهاك الخصوصية “عيني عينك” فتمارسها شركات خدمة الهاتف المتنقل، عندما تسمح بسيل من رسائل الدعاية لتصل إلى جوالك دون اعتبار لساعة نوم أو راحة ، خاصة لمن لا تسمح ظروف عمله أو ظروفه الأسرية بقفل صوت الجوال في أي وقت .

رسائل من شركات ورسائل من (خياطين) ورسائل من وكالات سيارات ورسائل من وكالات سياحة، وكلها شركات ومؤسسات ومحلات لم نتعامل معها سابقاً ولم نعطها أرقام هواتفنا النقالة!! فكيف حصلت عليها إلا من مقدم الخدمة؟! بدليل أننا مؤخراً نتلقى رسائل من شعراء يرسلون سيلا من رسائل الوسائط لمقاطع من قصائدهم ومساجلاتهم الشعرية وتأتيك الرسالة من رقم مكون من أربع أو خمس خانات فقط مما يدل أنه رقم خدمة دعائية وفرتها الشركة المقدمة للخدمة عنوة بالاتفاق مع المرسل وأعطته أرقام جوالات المشتركين ، والسؤال بأي حق ترغمني الشركة المقدمة للخدمة على قراءة اعلانات شركات أو سماع غثاء ذلك الشاعر وهل سيأتي يوم ترغمنا فيه على سماع مقاطع نعيق بوم لمغن جديد أو قديم ؟!.

4 آراء على “طفح الكيل

  1. الحال في تفاقم و لا زلت أتذكر الرسائل الدعائية التي تسبب بموت

    و هلع الكثير لصالح الإسعاف حيث كانت الرسالة عزيز لك في حالة خطرة

    عني لا أشعر بالأمان و لم أفكر يوماً بتسجيل رقم جوالي باسمي لأني اعلم

    أني ساعاني الأمرين و لا حتى باسم والدي كون الفتيات يتعرضن للكثير من الإزعاجات

    و حينما يكون جوالي باسم والدية فهو يستطيع معرفة انا ابنة من

    و يقوم بتهديدي بالمعلومات التي حصل عليها أتعلم أستاذي

    أن هناك مزعج هددني بفصل جوالي فقط لأني لم تجاوب معه

    و هو بالفعل يستطيع ذلك كون جوالي دون اسم يكفي انه يعرف احد من

    شركة الإتصالات و سيقوم بفصل جوالي دون أن يتعرض للمسائلة

    الحال جداً مخيفة و تثير الإشمئزاز لا خصوصية و لا من محاسبة لمنتهكي الخصوصية

  2. يجب سن قوانين رادعه ولايكفي “عيب نشر معلومات الناس ياإخوان ” مثال ذلك المرور عندنا الناس تصبح معاقه وتموت بالألاف فقط لوحات كتب عليها “ياشباب يكفي حوادث”

  3. يجب وضع قوانين صارمة في هذا الشأن وليس ذلك بل ويشهر بكل من تسول له نفسه الاقدام على مثل هذه الجريمة.

    إلى متى ونحن تحت رحمة بعض ضعاف النفوس الذين لا يهمه معنى أمانة أو كرامة أو حتى إنسانية

  4. كلام حلو

    والسؤال هو … هل موظف الاتصالات يوقع على ورقة عدم الافشاء بسرية المعلومات لديهم ام كل من هب ودب يتسطيع رؤية المعلومات، مثل الوسائط وغيرها اللي كل موظفين الاتصالات يشفونها… حتى ما خلو الواحد يقدر يكلم فيديو… ( وسيلة ما منها فايده )

اترك رد