نحن الأكثر وعياً بشهادة رفيق

في موقف تلو الآخر نثبت أننا حكومة وشعبا أكثر وعيا وإنسانية ورزانة من دول وشعوب تدعي أنها أكثر منا تقدما ووعيا واهتماما بالنواحي الإنسانية.
خذ على سبيل المثال لا الحصر موقفنا من جنسيات أساءت لنا أو خالفت أنظمتنا أو ارتكبت بحق مجتمعنا جرائم تلو الأخرى وستجد أننا لم نتخذ موقفا معاديا لجنسية بجريرة بعض من ينتمون إليها ولم تغير الدولة تعاملها مع أبناء جلدة بعينها لأن واحدا منهم أو أكثر ارتكب جرما أو مخالفة، ذلك لأننا نؤمن بأنه (ولا تزر وازرة وِزر أخرى) وأننا لا نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده والأمثلة على ذلك كثيرة يصعب حصرها في مساحة محدودة.
في المقابل غيرت بعض الدول التي تدعي التقدم تعاملها مع أبنائنا في ما يخص التأشيرات والدخول والحقوق الشخصية الإنسانية بناء على سلوك 15 فردا تضررنا من أفكارهم المنحرفة نحن قبل غيرنا، وهي أفكار نحن منها براء لكن ردة فعل تلك الدول انعكست آثارها علينا بما أضر بطلبتنا ومرضانا ورجال أعمالنا وحتى السائح منا.
هنا يتجسد الفارق الكبير في الوعي الحقيقي بيننا وبينهم على مستوى الدولة والشعب.
في الوقت ذاته كنا ولا زلنا نقيد أنفسنا بإحسان الفرد فنجعله يندرج على الجماعة وهو شعور يتجسد، في أحد أمثلته دون حصر، في التقدير البالغ والامتنان الكبير لكل باكستاني لأن البطل فرمان علي خان استشهد وهو ينقذ أكثر من 14 غريقا اقتطع من أنفاسه الزكية ما ضمن به استمرارهم في تنفس الهواء بدلا من الماء وتوقف قلبه وهو يصارع من أجل إبقاء قلوبهم تخفق.
أجزم أن كثيرين مثلي بل أن وطني كله أصبح يرى شهامة فرمان في كل باكستاني بل في كل عامل مغترب.
موقف واحد جعلنا نعيد النظر في كل مغترب يعمل على أرضنا وكل من ينتمي إلى جنسه وجلدته وقارته، بل لعلي استدرك فلا أقول جعلنا، إذ أننا كنا نطلق مسمى (رفيق) على كل منهم منذ قدومهم لأول وهلة، ولم نغير المسمى ولا الدلالة ولا المعاملة مع فئة من عمالة آسيوية أخرى شاعت عنهم المخالفات والجرائم ولا زلنا نستقدمهم ونعاملهم على أساس من الوعي بأن سلوك النفس البشرية لا تحاسب به كل النفوس المشابهة في الجغرافيا أو الدين أو اللون.
تلك الدول التي تدعي التقدم والوعي تسمي المحسن باسمه والمسيء باسم بلده، يؤاخذوننا بما فعل السفهاء منا ويتجاهلون مواقف عقلائنا، ونحن حكومة وإعلاما وشعبا نمتن للكل بإحسان الفرد ونستاء من المسيء دون المساس بجماعته، وهنا يكمن الوعي الحقيقي والعقلانية الحقة.

اترك رد