وقفات أسبوع منصف

** يحسب لصحيفة «عكاظ» ويسجل لها تاريخيا أنها رائدة الحوار بين المؤسسات الحكومية عن طريق العنوان والعنوان المقابل، فقد أخرجت على مدى هذا العام كثيرا من الجهات الحكومية عن صمتها ومجاملتها، فأصبحت الأمور أكثر وضوحا والفرصة مهيأة للجميع إعلاميا لوضع المواطن أمام الحقائق والتوضيحات ووضع المسؤول في محك ضرورة الإيضاح الصريح الشفاف المحكم لأن للجهة الأخرى ذات الفرصة.
** حقيقة، يصعب فهم تصريحات بعض المسؤولين وتحديد ما إذا كانت تعني ما تقول فعلا أو هي تخاطب عاطفة وحاجة الناس فقط لكسب ودهم، والود يا إخوان يكسب بالعمل لا بالقول وحتى لو كان بالقول فإنه يكون بالقول القابل للتصديق، والقول ذي العلاقة بالعمل وبالممكن وبمجال تخصص المؤسسة، فمثلا: كيف يمكن لمن يقرأ خبر (الوطن) أمس الأول الثلاثاء المنسوب إلى محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص بأن معاليه كشف أن المؤسسة تسعى من خلال خطتها للعشر سنوات المقبلة إلى توفير أربعة ملايين فرصة وظيفية، بمعدل نصف مليون فرصة سنويا للعمالة الفنية والتقنية بالمملكة (أ.هـ)، وأنا هنا لا أفهم العلاقة بين أن تعد بتوفير المؤهلين وبين أن تعد بتوفير الوظائف؛ لأن توفير الخريج مختلف تماما عن توفير فرصة العمل، فإذا كان محافظ مؤسسة تدريب تقني ومهني يعد بتوفير (فرص) عمل بهذا الكم (أربعة ملايين)، فماذا سيقول مدير الجامعة؟! ثم إن العدد لا يهم المهم هو العلاقة بالصلاحيات، فتوفير فرص العمل تحدده وزارتا الخدمة المدنية بزيادة الوظائف والعمل بزيادة الضغط على القطاع الخاص في السعودة والتوظيف، فثمة فرق بين ما تحلم به من صلاحيات مستقبلية وصلاحياتك في وظيفتك الحالية.
** من حق هذا الوطن المعطاء الذي أعطانا بالعمل لا بالقول أن نعطيه عملا لا قولا، فالعبارات الرنانة مثل: (تشكيل لجنة طارئة) و(لجنة عاجلة) و(خطة شاملة ومتكاملة) و(خطة إبداعية) و(الخلل ليس خللا) كلها أقوال لم تعد تقنع أحدا ولا ترضي متضررا، فالوطن يستحق منا أن نعمل ونجعل الأعمال تتحدث، فحديث الأعمال أجمل وأصدق وأكثر إقناعا ومن لا يجيد العمل فله الاكتفاء بأن الصمت حكمة.

رأي واحد على “وقفات أسبوع منصف

  1. يا اخ محمد
    دأبنا على تصفيف الكلمات وبهرجة الوعود و ( اضخم وأكبر وأطول وأعظم ) !!
    نسينا او تناسينا في خضم هذه الغفلات واقعنا
    وان من حسن التدبير الا ننساق وراء الآرقام
    ولا تنس مصيبة موسوعة جينيس !
    اكبر قدر كبسه !
    اكبر كيس فيشار ( اي والله كذا بالأحساء ، ودونك محركات البحث للتأكد وبالصور )!

    نسينا ديننا وذم الإسراف وذم إضاعة الوقت في ما لا نفع فيه !

    وما حديث محافظ المؤسسة الا لذر الرماد في العيون
    والا فالسؤال الممزوج بلوعة الماضي وألم الحاضر هو :
    اين مخرجات المؤسسة منذ بداياتها !؟

    انا يا كاتب هذه السطور .. تخرج ابني وترتيبه ( الأول مع مرتبة شرف ) على الكلية التقنية ، وآل به المآل الى ان يعمل ناسخا على بند غير رسمي !!

    دعنا من الحديث عن مستقبل لا يعلم امره الا الله !
    وحسبنا الله ونعم الوكيل

اترك رد