مشكلة بعض المسؤولين أنه يعتقد أن الإعلام لا يعلم لأنه يرى أن الإعلام لا يرى، ويعتقد أن الإعلام يشاهد (بضم الياء) ولا يشاهد (بكسر الهاء)؛ لذا فإنه يريد أن يأكل عسيلة الإعلام ويستفيد من مشاهدة الناس لصورته وإدعاءاته فيه ولا يقبل أن يظهر في الإعلام بصورة المتهم بالقصور ولا يريد أن يواجه الصحافة بغير الإنجازات التي يدعيها لنفسه.
دققوا معي وستجدون أن مراقب ديوان المراقبة عندما يحضر لجهة حكومية ترتعد فرائص مسؤوليها وتستنفر الجهة وتستدعي كل أنواع (المكياج) والزينة تماما مثل امرأة غير واثقة من جمالها وزارها ضيوف فجأة فاختبصت تمشط شعرها وتلون وجهها وتكحل عينيها وترسم شفتيها علها تخفي ما اشتهر عنها من قبح.
لماذا الخوف من مندوب ديوان المراقبة؟! لأنه يكتب تقريراً بالرغم من قلة من يقرأ التقرير، وفي المقابل فإن الكاتب أو الصحافي يكتب أيضاً بل إن عدد من يقرأون ما يكتب كبير جداً، ومستويات من يقرأون ما يكتب الصحافي متعددة وشاملة لسفح ورأس الهرم، والخوف مما يكتب أو يقول حاضر وموجود وربما يفوق الخوف من مندوب المراقبة، ولكن ثمة فرق جوهري وهو الإنكار والتنكر لما يكتب في تقرير الصحف مقارنة بما يكتب في تقرير المراقب.
هذا الإنكار والرفض يعيدنا إلى بداية ما ذكرت وهو اعتقاد المسؤول أن الإعلام لا يرى؛ لأن الكاتب أو الصحافي لم يحضر ويقف على القصور مباشرة مثلما يحدث مع المراقب، وهذا الشعور القاصر من البعض يتجاهل حقيقة أن الكاتب جزء من المجتمع يعيش همومه ومشكلاته وله إضافة إلى عينيه عيون متواجدة في كل مكان؛ لذا فإن إنكار ما يكتب أو يقول ما هو إلا ردة فعل نفسية تعيسة أساسها حالة نفسية معروفة تسمى الإنكار (Denying) يشعر بها كل من يريد ألا يصدق بوجود ما لا يسره وأوضح أمثلتها مريض السكر الذي يحاول جاهداً عدم تصديق أن ارتفاع السكر لديه نتيجة إصابته بالمرض فيعيش حالة رفض لا تطول، وسبب رفض المسؤول ــ وزيراً أو مديراً عاماً أو محافظاً لتقارير النقد الصحافي أو ما يكتبه الكاتب ــ نابع من أنه لم يشاهد الكاتب زائراً مثلما شاهد المراقب، وهذا النوع من المسؤولين هم أكثر من يدعو الكتاب لزيارته ولكن بعد وضع أحدث ماركات الزينة والمكياج، وهؤلاء هم من يتعاقد مع شركات التلميع الإعلامية بمبالغ خيالية؛ لأنه يرى فيها مرايا مكبرة تجيد تضخيم صورته.
وإذا اتفقنا أن الفارق بين مراقب الديوان والكاتب يكمن في الحضور الجسدي فإنني أتساءل كيف يضمن المسؤول أن يصدق القراء ما كتب ويكتب عنه من ثناء وهم لم يروه عياناً ولم يشاهدوا أبطاله الحقيقيين؟!!
ألم أقل لكم إنهم يريدون أكل عسيلة الإعلام ولفض مره؛ لذا فإن لديهم الاستعداد النفسي للتواجد في برامج المديح والتحولات بينما يهربون من مواجهة الصحافة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الذي كنت اعمل به مكتب متعدد الأغراض
فهو
– مكتب المدير
– صالة الاجتماعات
– مستودع العهد والأمانات
– مكان استقبال المراجعين ( الاستعلامات ) لمن يستفسر عنا
وعن باقي الجهات التي تشاركنا المبنى ( نحن 4 جهات في فيله دورين ) !!!
– مكان النسخ والتصوير
– مكان ادخال بيانات السجل التجاري
– الصادر والوارد وما في حكمها
– اية امور اخرى ذات علاقة
الشاهد : في احد الايام قبل 3 شهور و بعد اذان الظهر بحوالى 5- 7 دقائق
اغلقت المكتب وتوجهت للمسجد الذي يبعد حوالى 40 – 50 مترا
وفي الساعة 12:30 ظهرا حضر مندوب هيئة الرقابة ، وسأل فقيل في المسجد
طبعا سأل احد الموظفين ممن واجههم اثناء خروجهم !
فغضب وقال لماذا لا تصلون في المكتب !!؟
وذهب لدائرة اخرى (الصندوق العقاري ) وحصل بينهم كلام
لماذا لا تصلون بالمكاتب ( مع ان المسجد امام المكتب تماما !!)
وذهب لمكتب وزارة المالية وحصل نفس الكلام !
الغريب انه كتب للجهة التي اعمل بها خطابا موقعا من رئيسه
اني لا احضر الى المكتب الا في الثانية عشرة والنصف
وهيئة الرقابة خاطبت معالي الوزير !
والوزارة صدقوا ادعاءه !
طيب ببساطة :
– هل الرقابة تكون في وقت الصلاة ؟
– واذا كان حضر الساعة 12:30 ولم يجدني ..
كيف يكتب اني لا احضر الا الساعة 12:30 ؟؟؟!!!!
لأنه لو كان صادقا لوجدني في هذا الوقت !
السؤال :
من يراقب المراقب اذا انعدم عنده الضمير ؟؟؟؟
( ما كتبته اعلاه اعتبر نفسي مسؤول عن كل حرف فيه )
بارك الله فيك و وفقك