ابن بائعة الحبق يا ناس

الذين تأثروا بقصة بائعة الحبق التي كتبتها في مقال الأمس واتصلوا مشكورين للتعبير عن تأثرهم بحالتها، والذين علقوا في موقع عكاظ الإلكتروني معبرين عن استيائهم مما يحدث لها وأمثالها، فعلوا ذلك لأننا مجتمع يملك حسا إنسانيا رفيعا وعاطفة جياشة في مجمله وفي غالبيته الساحقة، لكن أغرب ما فينا أن بعضنا أو غالبيتنا يفقد هذا الحس عندما يتولى المسؤولية ويصبح طرفا في القصة أو سببا في المأساة الإنسانية. وهذا ينطبق على كل المآسي سواء الاجتماعية أو البلدية أو الصحية أو التعليمية، وكأن هؤلاء عندما يتولون زمام المسؤولية ويلتصقون بكرسيها الفاخر يعتبرون كل من يعاني من قصور خدماتهم يناصبهم العداء حتى لو لم يشتك، فمجرد كونه ضحية لقصور أدائهم وعدم إعطائهم للمنصب حقه من الجهد والبذل والفكر (إن وجد الفكر) والسعي للحلول، يجعله بالنسبة لهم خصما أو عدوا لدودا، ولهذا الشعور الغريب تفسيره في علم النفس وهو كون الضحية يذكرهم بنقصهم ويشعرهم بقصورهم وأخطائهم، وهو تذكير لا يصل حد إيقاظ الضمير ولكن التنغيص عليه.
على أية حال، فقد أوردت قصة بائعة الحبق أمس وأهديتها لوزير الشؤون الاجتماعية وتحفظت في ذكر مكان تواجدها خوفا من أنوف مراقبي البلدية.
لم أتحدث عن حالة ابن بائعة الحبق تفصيلا؛ لأن فيها تحديدا للأماكن، لذا سوف أورد لكم شعور الطفل مع التمويه في ذكر الأماكن وأرجو ألا يأتي تعقيب من الشؤون الاجتماعية يركز على خطأ الكاتب في المكان؛ لأن الأماكن كلها مشتاقة لمن يهتم بالشأن الاجتماعي بإخلاص.
سألت بائعة الحبق عن مكان سكنهم المستأجر، فقالت: نسكن في أقصى غربي الرياض. قلت: وتحضرين هنا للبيع في أقصى شرقه لماذا؟! فنظر إلي الابن نظرة من له علاقة وأشارت إليه وهي تنظر بعين شفقة لم يخفها النقاب، وقالت: ابني لا يريد أن يراه زملاؤه معي وأنا أبيع، فهم يسخرون منه وهو حساس لهذا الموضوع، فهربنا بعيدا عن أعين زملائه من أهل الحارة، قلت للطفل (متفلسفا ظانا أنني مقنع) البيع ليس عيبا، لا تهتم بما يقول زملاؤك، المهم ألا نسرق ولا نجرم والبيع أحسن مهنة، فرد علي على الفور وقد أطلق لغضب عينيه العنان قائلا «مهوب عيب؟؟! وأحسن مهنة؟! أجل ليش البلدية يشوتونا ونهرب إذا شفناهم؟!» علمت أن المجتمع -وليس الأطفال- هو من خلق لهذا الطفل صورة ذهنية تجعله يهرب من زملائه، فقررت أنا الهروب من نظراته. وللمعلومية وحتى لا أعود للقصة مرة أخرى فإن الطفل هو واسطة العقد بين أربعة أشقاء ليس فيهم من يعمل وأكبرهم معاق ذهنيا ولعل ذلك من حظه حتى لا يقتله التفكير فيمن لم يفكر فيه.

رأي واحد على “ابن بائعة الحبق يا ناس

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    والله الذي لا اله الا هو
    احلف حلفا سأحاسب عليه

    اني قبل مدة تقرب من العشر سنوات كنت انتظر عند ماكينة الصراف عند بوابة سوق الربوة الشمالية
    وفجأة سمعت صراخا واصواتا ترتفع ،
    التفت نحو الصوت واذا بشخص يحمل معه اوراقا في يده وباليد الأخرى يمسك بملابس شاب ويسحبه كما يسحب المجرمون !!

    ذهبت لأرى مالذي يجري بدقة ، واذا بفاكهة الرمان والحبحب ملقاة على الأرض بشكل مزري ، انه موظف بلدية يستعرض سلطته على شاب كادح لم يجد فرصة بالعمل فلجأ الى بيع الخضار افضل من بيع ممنوعات او سرقت ممتلكات !

    ولنا هنا وقفات :

    اولا : النعمة وقدرها امهدر ..ملقاة على الأرض ونصف الموجودين يتمنى شراءها !!

    ثانيا : موظف البلدية ، كيف يرمي بها في الشارع على الأسفلت وهو المفروض ان يراقب نظلفة الشارع !!!!

    ثالثا : العمال المتستر عليهم من البنغال يرقبون الموقف من وراء جدر ، اقسم بالله انهم يضحكون على تصرف موظف البلدية الذي تم تسخيره لخدمتهم فهم الآن يسخرون منه ! !!

    رابعا : والشيء بالشيء يذكر ، اليس موظفو البلدية هم من يكوشون على محلات السوق باسماء اقاربهم ويؤجرونها من الباطن !؟
    فمتى يجد الشاب فرصته في محل ، بينما العمال المتستر عليهم يلعبون بالسوق !

    خامسا : سأضع لك رابطا واظنك رأيته ، في الرابط مطاردة تقوم بها فرقة من سيارات البلدية لسيارة كادح متهالكة يبيع الحبحب
    وفي هذا وقفات كثيرة ولكني لن اتشعب ، ولعل اهمها :
    من سمح لهم بمطاردته على الدائري المزدحم بالسيارت ؟
    لقد اوشك ان يتسبب بحوادث جماعية .. عندها من سيكون المسؤول بالله عليكم !؟

    ماذا سيقول النظام العام اذا كان هناك منع للشرطة ( وهي التي من صلاحياتها أن تطارد في العالم بأسره ) بينما عندنا تمنع من مطاردة المجرمين والعابثين !! بينما سيارات البلدية تطارد

    ترى لو كانت سيارات الهيئة هي التي طاردت وهي التي تطارد عادة مشبوها او مرتكب لمنكر ، ما ردة فعل الاعلام ؟!!

    اليك الرابط واحكم واترك بائعة الحبق لرحمة ربك الواسعة !

    وهذا رابط آخر لبائع مسكين طاردوه فأرتكب حادثا وصدمهم والسؤال لماذا يفرطو بالحرص على العهد التي معهم؟

    اخي الفاضل دخلت لأعلق مختصرا فأطلت
    فالعذر والسموحة

اترك رد