Site icon محمد سليمان الأحيدب

شور ما بعد الشورى

بعض من تنتهي فترتهم في مجلس الشورى ويخرجون من تحت قبته ويعودون إلى حيث كانوا قبل دخول القبة يشعرونك وهم يطلقون التصريح الغريب تلو الآخر أنهم حين نالوا شرف الانضواء تحت مشورة القبة لم يكونوا جديرين بالاستشارة أو لم يكن لديهم النضج الكاف لإعطاء شور من يستشار أي ينطبق عليهم قول القائل (شور من لا يستشار مثل السراج في النهار) والسراج في النهار لا قيمة له لأن ما يرجى من السراج هو الضوء وضوء النهار لا يحتاج إلى سراج، بل السراج في النهار ضرر بلا فائدة ورائحة احتراق دون ضوء وقد تنغمس (فتيلته) الرخوة في خزان (القاز) تحتها فيشتعل محدثا دوي انفجار يخيف من حوله من ضعاف العقول أو يشتت انتباههم وهو انفجار بسيط صوتي مؤقت، ولذلك فإن أهل نجد يصفون انفجار خزان السراج بوصف وضيع مبسط فيقولون (قب السراج) وكلمة قب تعني اكتساب شعلة مؤقتة أو وميض قصير، ومن طرائف الصدف أن نصف بعض من خرجوا من تحت قبة الشورى بالسراج في النهار أو السراج الذي أحرق نفسه فقب مع أن قب بمعنى ومض لا علاقة لها بقبة الشورى.
ما هو السر الذي يجعل من منح فرصة تقديم استشارة وطنية مفيدة تحت قبة البرلمان المنظمة الرزينة الهادئة على مدى أكثر من دورتين أو ثلاث (12 سنة) يصمت تحت القبة حيث للكلام معنى، إذا كان ذا معنى، وينعم بمزايا وظيفة الشورى وبرستيجها ثم ما إن يخرج من تحت القبة (يقب) في كل شيء بقول نشاز بعيد عن تخصصه، بعيد عن قدراته وخبراته (إن وجدت) وبعيد عن المجال الذي يحق له الخوض فيه، فتجده يتحدث عن أطياف مجالس الفقه وهو لا يفقه فيه وينظر في ضرورة إعادة تشكيل مجالس أهل العلم وهو لا يعلم، ويستمر (يقبقب) حتى يصل به الهذيان وعدم الاتزان إلى الخطأ الجسيم عندما يعتقد أنه يدافع عن المرأة السعودية وهو يوجه لها أقسى التهم حين يقول إنها إذا لم تعمل (كاشيرة) فقد تنحرف بحثا عن الرزق!! أي استهانة بمنعة وإرادة وشرف المرأة هذا؟! وأي إهانة أقسى على المرأة من القول إنها من ضعف الإيمان والمنعة والحفاظ على الكرامة أن تستسلم مع أول رفض لعمل طارئ دخيل؟!.
المرأة المسلمة السعودية أقوى وأنبل وأشرف مما يتخيل مندفع متعصب أفقده التعصب لفكرته حقيقة المرأة السعودية الأصيلة التي لا تنحني وإن اشتدت الرياح وهذه السطحية في الآراء دليل أن شور من لا يستشار مثل السراج في النهار.
ويبقى السؤال المهم جدا وهو لماذا يجيء حديث بعض من خرجوا من الشورى وميلهم للإثارة مع أنهم أخذوا فرصتهم؟!، هل هو الشعور بمرارة الخروج والاعتقاد بضرورة الاستمرار مع أن دوام الحال من المحال أم هي الرغبة في البقاء تحت الأضواء بأية صورة؟!. كل الاحترام للغالبية العاقلة التي أدت دورها تحت القبة ثم سلمت المهمة بصمت.

Exit mobile version