Site icon محمد سليمان الأحيدب

من هشم رأسها حقا؟!

حسب خبر «عكاظ» أمس الأحد، فإن الشاب الذي هشم رأس والدته بالفأس يوم الأربعاء الماضي تم العثور عليه مختبئا في المتنزهات في جدة، واتضح للجميع بمن فيهم رجال الأمن الذين أمسكوا به أنه مريض نفسيا من واقع طريقة تعاطيه وكلامه وندمه وألمه لما حدث لوالدته، وأكد كونه مريضا نفسيا مراجعته لمصحة نفسية في جدة للعلاج أكثر من مرة.
وضع هذا المريض النفسي الذي أطلق عليه لقب العاق والمجرم والمتوحش هو وضع المئات بل الآلاف ممن يعانون أعراضا نفسية مختلفة ولم يجدوا الرعاية وحماية أسرهم من أذاهم وحماية الناس منهم وحمايتهم حتى من أنفسهم، وهذا الموضوع تحدثت عنه كل وسائل الإعلام دون استثناء وبثت حوله البرامج من قنوات التلفزيون الرسمي مرات عدة، فالإعلام لم يقصر وبرنامج 99 كان له الدور الأكبر والأكثر تأثيرا لو وجد من يتأثر!!، لكن حال هؤلاء الهائمين بقي كما هو قنابل موقوتة مهملة ممكن أن تنفجر في أية لحظة؛ سواء في رأس الأم أو الأب أو الأخت أو الأخ أو المارة.
دعونا الآن من هذا القاتل المقتول أصلا بالحرمان من الرعاية، ودعونا نحاول معا تخيل وضع الوالدة الضحية في معاناتها قبل أن يريحها من هذه الحياة التعيسة فأس ابنها الذي وقع على الرأس فتحركنا جميعا بحثا وتنقيبا كعادتنا بعد أن يقع الفأس على الرأس.
تلك الأم الضحية شأنها شأن كثر غيرها أعرفهم جيدا ويعرفهم صلاح الغيدان مقدم برنامج 99 ويعرفهم رئيس تحرير عكاظ ويعرفهم كل رئيس لتحرير جريدة تتبنى هموم المواطنين من كثرة الشكاوى، ويعرفهم أعضاء مجلس الشورى الذين يناقشون نظاما رفع ناقصا يدعى رعاية المرضى النفسيين.
أمهات كثر تورطن برعاية مرضى فصام واضطرابات نفسية وأعراض نفسية متعددة في داخل المنزل وشكون كثيرا من خطورة أبنائهن وضرورة رعايتهم في دور متخصصة وإعطائهم العلاج اللازم وعدم إخراجهم إلا بعد الشفاء التام ولم يسمع لهن أحد ولم يهب لنجدتهن أحد إلا بعد أن هشم رأس إحداهن بالفأس وفي انتظار رأس الأخرى.
قبل أن يهوي الفأس على رأس الأم الضحية لا بد أنها اشتكت وبكت وطالبت بحمايتها من فلذة كبدها؛ كونها تدرك أنه في وضع غير طبيعي لا تعرف هي له علاجا ولا كيف تتعامل معه، وليس في مقدورها العيش معه، ويفترض ألا يترك للعيش معها فترك حتى حرمها من العيش، وخرجنا نحن بكل سذاجة لنقول إنه الابن العاق، بينما العاق الحقيقي طليق يعيش في متنزهات أخرى غير التي قبض على مريض نفسي محروم من الرعاية فيها.

Exit mobile version