اطمئنوا حنين لن يسجلها التاريخ

عندما يقال إن الدعاة وخطباء الجمعة وعلماء الشرع ساهموا في الحد من عقوق الوالدين فإن هذا لا يعني أنهم جابوا الشوارع والتجمعات ووجدوا أن كل ابن يجر أباه وأمه جرا وأن الناس يمارسون العقوق فعلا فقاتلوهم وأوقفوا العقوق، إنما نقول إنهم أي علماء الشرع والدعاة وخطباء الجمعة أسهموا بما أوتوا من علم وقبول وقدرة على الإقناع وحضور ذهني ومخزون وافر يمكنهم من الاستشهاد بالكتاب والسنة لحث الأبناء والبنات على بر الوالدين وتبيان فضل البر بهما وعظم ذنب العقوق، ووجوب طاعتهما والخنوع لهما، وبفضل ذلك العلم الشرعي والقبول والقدرة على الإقناع حصل الحد من العقوق. نفس الشيء وبالضبط هو ما قيل عن دور الدعاة وعلماء الشرع وخطباء الجمعة وموقفهم من المحاولة البائسة الخاسئة في إثارة الفتنة في وطننا تحت أي مسمى سواء (حنين) أو (جفاء)، فلم يدعِ أحد أن المظاهرات حدثت وواجهها التيار الإسلامي ولم يقل أي أحد من هؤلاء العلماء والخطباء أنه هزم المظاهرات في الشارع.
أيضا لم يكتب عدد كبير من الكتاب ضد تلك المحاولات اليائسة لوجود قناعة تامة وعامة لدى غالبية الكتاب بأن ظروف وأسباب ما حدث في أي بلد عربي آخر لا تتوفر في المملكة، لا من حيث ظروف الحياة ولا الفكر. وشخصيا فإنني كنت واثقا تماما من مناعة أبناء وطني ضد تلك المحاولة اليائسة، خصوصا أن الغالبية العظمى هم من أهل الوسطية الذين يدركون عدم مشروعية تلك الأعمال، إما بما أوتوا من علم شرعي وثقافة دينية مؤسسة تأسيسا جيدا أو بتأثير من موقف أهل العلم الشرعي والدعاة وخطباء الجمعة، وهذا ما قصدناه سلفا ويحاول البعض إنكاره بادعاء سوء الفهم أو المغالطة المكشوفة والتي تنم عن ضعف الموقف بعد أن صح الصحيح !!.
أما القول بدور بيان وزارة الداخلية الحازم الذي أصدرته قبل الموعد المقرر أو تواجد رجال الأمن في الموقع فهو خطأ فادح لأنه يوحي بأن ثمة نية لحدوث شيء وهذا ظلم للمجتمع، والحقيقة أن الأمر برمته أماني يائسة وأضغاث أحلام حلم بها أعداء استقرار هذا الوطن، وما بيان وزارة الداخلية إلا حيطة لإيضاح الموقف ممن قد يغتر بهراء أمثال سعد الفقيه، وبالمناسبة هو ليس محسوبا على التيار الإسلامي فأهدافه شخصية بحتة، واستشهاداته ومحاولاته البائسة لا ترتكز على أي أساس ديني، لأنه يدرك أن الكتاب والسنة ينهيان عن ما يدعو إليه، وعلماؤنا الأفاضل سبق أن بينوا موقفهم وموقف الدين الحنيف منه ومن أمثاله، واطمئنوا فأكذوبة (حنين) لن يسجلها التاريخ، المهم أن لا نؤرخها نحن بجعلها سلاحا لصراعات أيديولوجية بين مهزوم ومنتصر.

رأيان على “اطمئنوا حنين لن يسجلها التاريخ

  1. الاستاذ محمد صباجك خير ونور
    انا من المتابعين بشدة لمقالاتك واشعر انك تعبر عن المواطن و حاجاته كثيرا
    المس منطقيتك في الكتابة دائما
    لكن للاسف حجتك قي تأخير الكتابة عن حنين
    غير مقنعة من وجهة نظري
    لأنه ببساطة هناك قضايا أقل أهمية للوطن و أقل إضرار بالأمن و الجانب السلبي فيه أقل
    ومع ذلك اشبعت بالمقالات ثم رأينا الصيام في هذه الفتنة فهذا محل استغراب ……!!

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لدي الكثير حول هذا الموضوع
    ولكن
    ليس كل ما يعلم يقال
    العلماء قالوا كلمتهم
    و رايتهم بيضاء
    غيرهم ( معلوم من أقصد ) ترقب الموقف ، فـ هم تصدق عليهم الآية
    ( مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا)

    مجتمعنا وضعه مختلف جدا
    والنقطة المهمة والتي قد يغفل عنها الكثيرون ( لا استطيع كتابتها ) فقد تستغل !

    ولكن
    في الفيس بوك ( ولله الحمد ) قمنا بمجهود متواضع مضاد لحملة السوء في الفيس بوك !
    واشرفت على احدى الصفحات والحمد لله وتم دحرهم بفضل من الله ومنة !

    ما اتمناه هو ان نعيد النظر وبشكل عاجل في موضوع التوعية الوطنية فقد انكتة وطنيتنا مناهج وضعت ولم تكن خطوتها موفقة
    فهي اعادة للتاريخ والجغرافيا بأسلوب الحشو !
    مادة التربية الوطنية اساءت للوطنية !
    اقولها بصراحة وانا احمل وطني في قلبي

    لأن ابني او ابنك اذا لم يحصل على الدرجة النهائية في امتحان مادة التربية الوطنية
    بينما
    طالب من الوافدين ( يمتلك موهبة الحفظ ) حصل على الدرجة النهائية !!!
    اليس هذا مدعاة لإختزال وطنية ابناءنا في مادة ؟!!!

    ثم
    لماذا يدرس ويختبر مادة التربية الوطنية غير ابناء الوطن ؟!!

    والحديث يطول بقدر طولة بال وطننا على عقوق ابناءه !! 🙂
    بارك الله فيك ووفقك

اترك رد