Site icon محمد سليمان الأحيدب

افتونا في أضحية معلفة بالتبغ !

عجيب أمرنا مع السجائر، ترتفع أسعار الأسماك المفيدة غذائيا 40 % وتسبح السجائر في بحر سعرها الرخيص مقارنة بكل أنحاء العالم الجاد في محاربة التدخين، يطير الدجاج الذي لم يكن ليطير بجناحين لولا استبدال كل ريشة منتوفة بريال غير مراقب، وتحط السجائر على أعشاشها المحمية من أي ارتفاع، وترتفع أسعار الشعير أضعافا مضاعفة ويركض خلفها خروف النعيمي (الأضحية المفضلة) ليبلغ سعرا غير مسبوق وتبقى السجائر على سعرها السابق حتى قلنا ليت النعيمي يقبل التبغ غذاء لفرغنا له السجائر من محتواها وجعلناه يحلي بـ «جراك معسل بالتفاح» لنضمن ثبات سعره سنوات عديدة!!، لكن الأمر يحتاج إلى فتوى.
حكايتنا مع حماية أسعار السجائر غريبة فمع أن مستهلك السجائر ليس له حماية مستهلك، لا فعلية ولا منشغلة بـ«الإقلاع عن الرئيس» إلا أن أسعارها تنعم بحماية دائمة فاعلة لا خلاف بين أعضائها والرئيس، بل تحظى باتحاد ووئام وصفاء نفوس رغم تلويث الدخان لكل النفوس!!، لقد مضت سنوات وسنوات دفعنا خلالها ثمن تدخين الشباب والشيب من بنك صحة المجتمع ومن ميزانية علاج النتائج أرواحا وبلايين من الريالات ولازلنا نراوح مكاننا في مجال المكافحة المبنية على رفع الأسعار ومنع الدعاية والتخويف من النتائج على نفس العلبة عدا عبارة قديمة غير مؤثرة، لا بارزة ولا مقروءة ، ولازلنا على حالنا وكأننا والسجائر من حولنا قوم جلوس حولهم سجائر!!.
مررت بدول كثيرة بعضها متقدم وبعضها خلفنا بمراحل وفي كل أشاهد علب السجائر تحمل صورا مخيفة لنتائج التدخين وأثاره المميتة على الرئة والقلب والشرايين والحنجرة واللثة، صور حية لسرطان الرئة وتلف صمامات القلب وسرطان الحنجرة والفم، صور فرضتها تلك الدول الأكثر تقدما والأكثر تخلفا على شركات إنتاج السجائر ولم نفرضها نحن حتى الآن!! لماذا؟! هل نحن أكثر قسوة على المدخن من السجائر؟! أم أننا أكثر شفقة على شركات التبغ من كل دول العالم؟!.

Exit mobile version