Site icon محمد سليمان الأحيدب

عبد المحسن التويجري مجموعة إنسان رحل

صاحب الفضل الأكبر بعد الله في مشاريع صحية إنسانية عملاقة مثل تأسيس زراعة الكبد في المملكة ومركز إنتاج الأمصال واستحداث العديد من التخصصات النادرة وابتعاث عدد من الأطباء والصيادلة والفنيين، دون أن يقبل أن يذكر اسمه رحل بالأمس بصمت كما كان يعمل بصمت، ترك هذه الدنيا بعد صراع مع المرض خاضه وحيدا وبصمت أيضا، بعد أن قدم للوطن عملا جليلا دون منة، إنه أكثر رجل شاهدته في حياتي تواضعا وتسامحا وإنسانية وحسا مرهفا ورفقا بالضعيف، أسميته (مجموعة إنسان) لما شهدته بنفسي من عطفه على الضعيف وتلطفه مع الصغير قبل الكبير وتفاعله مع صاحب الحاجة قبل أن ينطق بها، عرف الناس بخصائصه تلك، والناس تكتشف الطيب وتشم رائحته وتنجذب إليها مثلما تشم الرائحة الكريهة وتبتعد عنها، فكان بمجرد حضوره إلى اجتماع أو لحظة ولادة إنجاز في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني منذ تأسيسه يتناقل الزملاء خبر وصوله ويأتي كل صاحب حاجة أو باحث عن تفريج كربة مرضية أو اجتماعية أو إنسانية ويدخل عليه (لم يكن لمكتبه بواب ولاحاجب) ولا يخرج إلا وقد فرج كربته دون تأجيل، بل أن أحد الزملاء دخل عليه ولم يكن يعرفه وسلم ثم خرج وبعد خروجه سأل عنه فأخبر أنه فلان فقال وكنت أسمع (يبدو أنه يريد أن يقول شيئا واستحى) وأرسل خلفه من رده، وقربه وهمس يسأله حتى شجعه على عرض حاجته فقضاها، كان رحمه الله من سمو الأخلاق إلى درجة أنني جالسته ساعات طوال وليالي عديدة قبل مرضه وبعده ولم أسمع قط أنه ذكر أحدا بما يعيب بل أشهد الله أنني سمعت كثيرا من ينقل له كلاما يستدعي العتاب أو موقفا من شخص يستدعي الانتقاد فلا يرد إلا ممتدحا أو باحثا للمذكور عن عذر.
اسمه قد يبدو رنانا مدعاة للمجاملة والتزلف، لكنه ليس كذلك فلم يحظ قط رغم اسمه بالمكانة التي يستحقها وظيفيا لكنه حضي بها في قلب كل من عرفه وهو منصف، إنه الطبيب الدكتورعبدالمحسن بن عبدالله التويجري ربما سمعت به فقد بدأ يكتب مؤخرا في جريدة الجزيرة لكنه بالتأكيد كتب لهذا الوطن ولإنسانه إنجازات لم تسجل باسمه لكن أجرها عند الله سيذهب له، فقد قدم الكثير وأخذ القليل مقارنة بغيره وما أردت مما كتبت إلا حثكم على الدعاء له فقد غادر إلى دار العدل والإنصاف وجني الثمار اليانعة التي كان يبحث عنها بصمت، اللهم أجزه عنا خير الجزاء.

Exit mobile version