مقبرة حافز لضعاف العظام

في زاوية (قالوا وقلنا) بالأمس علقت على تصريح وزير العمل الذي جاء فيه أن 3 آلاف متوفى بين المتقدمين لبرنامج (حافز)، بالقول إن هؤلاء المساكين ربما ظنوا من شدة تعقيد الشروط أن الوفاة شرط للتسجيل في (حافز)، وهذا التعليق الساخر يعكس حجم الإرباك الناجم عن توالي الاشتراطات والمتطلبات للحصول على إعانة عاطلين أقرتها الدولة وأعلن عنها في حينه دون شروط تعجيزية فاستبشر بها الناس ثم صدموا بما أسماه كثير من الكتاب بتضييق الواسع على المواطنين، والواسع هو ما يقره هذا الوطن للمواطن من مال الوطن وميزانيات الخير غير المسبوقة، والتضييق هو ما يلي البشرى من اشتراطات لم ينزل بها السلطان من سلطان.
قد يدعي مسؤول أننا لا نشترط الشروط ونضع الاستثناءات من عند أنفسنا بل نحصل على الموافقات من جهة الاختصاص وهذا وربي هو أساس شكوى الناس وذروة سنام تضييق الواسع، فالسؤال عن (أشياء إن تبد لكم تسؤكم) لا يتم إلا في القرارات والبشائر التي تتعلق بالجماعات من عاطلين وفقراء ومستحقي ضمان ومقترضين وشباب مقبل على الحياة، ويبدو أن ما يبدو لكم هنا يسركم لأن فيه تضييقا على محتاج، أما عندما يتعلق الأمر بمضاعفة راتب مسؤول ببدلات (بونصية) لا أساس نظاميا يدعمها فإنكم لا تسألون، وعندما يصل راتب في هيئة تخصصات إلى 115 ألف ريال فإن لا أحد يسأل عن المسوغات، وعندما يطلب سيارة ماركة (بانوراما) فإن لا أحد يسأل عن نظامية تحديد السيارة وشكل السائق.
مشكلتنا أننا لا نتصور حجم المحتاجين وأرقام المستحقين وعندما يصل الرقم إلى ما لم نكن نتصور، لأننا لا نعيش المعاناة ذاتها، فإننا نبدأ في اقتراح ما يقلص الرقم وكأننا ندفع من جيوبنا ونسعى للحصول على الموافقة ثم نقول هذه أوامر وردتنا، وهو ما لا يحدث عندما يتعلق الأمر بمميزات وإضافات وهبات لفرد عين في وظيفة راتبها معروف وبدلاتها معروفة ومميزاتها معروفة كل حسب نظام واضح لكننا لا نسأل عن النظام إلا فيما يخص ضعاف العظام.

4 آراء على “مقبرة حافز لضعاف العظام

  1. بيض الله وجهك ، والله يجزاك الجنه استاذنا محمد
    والله اعرف كثيراً ممن اعرفهم ، قالوا: ما عاد نبيلهم شي منّة الله ولا منّة خلقه.

  2. لايوجد صوت للمواطن في الدوله اي مسؤول عن حقوقو المواطن

  3. السلام عليكم
    يادكتور محمد جزاك الله خير على ما تقدمه لكن بصراحة نحن المواطنين اصابنا الحزن والقهر على الوضع الحالي الوزارء يتحكمون فينا ولهم الصلاحيات بان يفعلوا ما يريدون وياخذوا ما يريدون ولا احد يسال عنهم…………ز
    المشكلة والداء معروف لكن مع احترامي للصحفيين والاعلاميين انهم يجاملون ويسترون اكثر واكثر …….. لماذا لا نذكر اسماء في برامجنا ومقالاتنا لماذا لماذا لماذا …….. ياخي والله انا حالتي ولله الحمد مستورها لكن يا دكتور تعبنا اصابنا الياس ياخي لم يعد هناك شي نفرح به ……….لماذا لماذا……….. كل هذا ومعقولة المسوولين لايعلمون بهذا وشكرا

اترك رد