Site icon محمد سليمان الأحيدب

خطوة «يا هلا» والألف «ميل..يون»

قيل قديما إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وفي عالم القنوات الفضائية التجارية فإن هذه القاعدة المشجعة الحاثة على السير قدما مهما طالت المسافة تحولت وياللأسف إلى قاعدة تجارية مفادها أن رحلة الألف مليون ريال تبدأ برسالة نصية يرسلها شاب أو شابة، مراهق أو مراهقة، طفل أو طفلة تكلفه أو تكلف والديه مبلغا تراكميا كبيرا يرهق ميزانية الأسرة المرهقة أصلا بأسعار المواد الغذائية وأسعار المواد الاستهلاكية وفواتير الكهرباء والجوال والهاتف والإنترنت وتذاكر السفر وقروض البنوك وأسعار السيارات وقطع غيارها الملتهبة، أي أنه وباختصار شديد (ما هو ناقص) مصاريف رسائل لقنوات الفضاء لا نجني منها سوى إثارة النعرات والعنصرية والألفاظ النابية ولغة الغزل الهابطة وتبادل التعليقات السوقية على حساب ذوق المشاهد (القارئ) ووحدة الصف والنسيج الوطني الواحد والمستفيد الوحيد مالك قناة فضائية سطحية وشركات الاتصالات.
برنامج (يا هلا) تحديدا وعلى قناة روتانا خليجية الذي يقدمه الزميل الجاد النشط علي العلياني بدأ خطوة رائعة غير مادية ولا ربحية بتحويل الشريط المصاحب للبرنامج الشهير (يا هلا) إلى عرض مشاركات المشاهدين وتعليقاتهم وآرائهم وشكواهم عبر تغريدات (تويتر) المجانية فمنح مساحة كبيرة لتعبير الناس وإبداء آرائهم التي تعكس حقيقة المجتمع وحقيقة السواد الأعظم من المجتمع السعودي أو شريحة متابعي البرنامج عبر تغريدات تقطر وعيا ورزانة ومعاناة حقيقية، وشريط مفيد جدا وجاد يعتبر إضافة لمساحة المعالجة الجادة التي يقدمها برنامج (يا هلا) للمشاكل وجوانب القصور في الوزارات والمؤسسات الحكومية السعودية ومشاكل المجتمع السعودي بصفة عامة.
حقيقة أشد على يد صاحب فكرة شريط (تويتر) هذه، وأرجو أن يكون برنامج (يا هلا) قدوة فهذه هي الخطوة الواثقة في رحلة الألف ميل نحو تضحية بالألف مليون ريال مقابل تحقيق أهداف إنسانية وطنية.

Exit mobile version