أريحوا الوطن من الطالح

من فرط التفاؤل كنت أعتقد أن منة المسؤول على المواطن قد ولت دون رجعة بعد أن توقف الإعلام عند عدة مواقف لمسؤولين كانوا يمنون على المواطن بعبارات توحي أنهم هم أصحاب فضل عليه بتقديمهم الخدمة له وكأنهم يقدمون خدمة شخصية من ذواتهم وليس من فضل ربه ثم وطنه، كنت أظن أن آخر المواقف تلك موقف إحدى المسؤولات عندما قالت للمعلمات (احمدوا ربكم وظفناكم)، أو العبارة الشهيرة (رح اشتر) لأحد المسؤولين، أو عبارة (ما شاء الله عندك حلول) لسفير سابق في مصر.
يوم أول أمس السبت ومن الملعب الذي أقيمت عليه مباراة نهائي الدوري السعودي بين الأهلي والشباب أجرى مراسل القناة الرياضية السعودية، عمار الحكيم، حوارات مع عدة معوقين (قبل المباراة) وقبل المباراة لا يغضب أحد إلا من سوء معاملة، (لا علاقة للنتيجة بها لأن جماعتنا يجيدون الحجج والتحجج)، كان المعوقون غاضبين جدا من سوء المعاملة وعدم السماح لهم بالدخول بسياراتهم للمواقف الخاصة بهم وإجبارهم على دفع عجلات كرسي الإعاقة مسافات طويلة فبدا عليهم الإرهاق والتعب والتعرق الشديد، وكأن من فعل ذلك بهم لم يسمع بحملة (جرب الكرسي) ولم يجرب فعلا ولو لثانية واحدة صعوبة دفع عجلاته لأمتار فكيف بكيلومترات؟!.
الأدهى والأمر عليهم وعلينا هو قول أحد المسؤولين في الملعب (احمدوا ربكم دخلناكم) وكأنه دخلهم لمنزله لاجئين!!، وحتى لا يعتقد أحد أن شكواهم كانت بسبب تعب أو إرهاق أو خوف من نتيجة (ربعنا يجيدون الأعذار) أقول إن التعب والإرهاق والخوف لم يمنعهم من شكر مسؤول آخر والثناء عليه وانتقاد سلوكيات ومنة من أساء إليهم، وقد ذكروهما بالاسم فالمواطن من الوعي بحيث يمتن ولا يقبل المنة، أعيدوا شريط اللقاء تعرفوا الصالح والطالح، شجعوا الصالح وأريحوا الوطن من إساءات الطالح.

رأي واحد على “أريحوا الوطن من الطالح

  1. لو كان ثمّة منظمات للمجتمع المدني تنافح عن حقوقه، وتدفع عنه التجاوزات؛ لما تجرّأ اولئك على إطلاق العنان لألسنتهم بتلك العبارات التي تعكس السادية والاستبداد.
    شكرا يتكرر لقلمك الوطني المخلص.
    صَدَقت وطنك فيما تكتب، فجزاك الله خير

اترك رد