Site icon محمد سليمان الأحيدب

وكالة سيارات مضللة ومظللة

ألحت إحدى وكالات السيارات (من ألح يلح إلحاحاً) أو أصرت (من أصر يصر إلحاحاً) كما يقول عادل إمام عندما كان خفيف دم، ألحت على ابن العميل أن يحضر السيارة موديل 2008 إلى ورشة الوكالة لإجراء صيانة مجانية ومنحه (فوتشر تخفيض) يعادل 100 دولار، ولا أدري لماذا اتصلت الوكالة بابن المشتري مع أن لديها رقم الأب (نقاد الدراهم)، وكان المعتاد أن يتصل على الأب صوت نسائي ناعم و(خاثر) يبلغه بالعروض على الموديلات الجديدة، لكن يبدو أنهم يتصلون بالأبناء عندما تكون ثمة مشكلة لأنهم يدركون أن أبناء هذا الزمن (حبيبين) و(على نياتهم) ويصدقون كل شيء.
المهم أن الوكالة كررت الاتصال على ابن المشتري تطلب منه إحضار السيارة للوكالة لإجراء صيانة، وعندما أخبر الابن والده استشارني الوالد في الأمر ولأنني سبق أن أجريت حواراً مع رالف نادر ناشط حماية المستهلك الأمريكي الشهير ولازلت أذكر كلماته عن وكلاء السيارات التي نشرتها في جريدة (الجزيرة) منذ عقود فقد أخذت منه معلومات السيارة وتحدثت مع المتصل نيابة عن المالك لمعرفة سبب الإلحاح أو الإصرار (إلحاحا) فشعرت بمراوغة بعدها قال لي إن سخان ماء المساحات (لا نحتاجه في المملكة!!) وهو مصمم للدول الباردة وطلب إحضار السيارة لغرض إلغائه، قلت له: لكن شتاء وسط المملكة برده أشد من تلك الدول وشمالها شهد جليدا هذا العام، فتلعثم، ثم عقبت عليه بسؤال الضربة القاضية (لماذا سأحصل على فوتشر 100 دولار) فقال هذا عرض إكرامي من الشركة، فزادني شكاً.
بحثت في النت فوجدت أن سيارة صاحبنا مستدعاة في أمريكا لأن بها عيبا مصنعيا جعل سخان ماء المساحات يسبب حريقا في مئات السيارات وتعذر إصلاحه ويستحيل استبداله لأن الشركة المالكة لهذه التقنية توقفت ورفضت منح المصنع حق تطبيق ذات التقنية من شركة أخرى ولابد من إزالته وتعويض العميل قيمته (100 دولار) واستدعي في أمريكا 900000 سيارة.
لماذا يكذب علينا التجار ولماذا تنقصنا الصراحة والشفافية ولماذا لا تمنع وزارة التجارة تضليل المالك مع أننا نمنع تظليل السيارة؟!.
Exit mobile version