ما هكذا يوفر المال العام

عندما أكد خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظه الله ــ على الوزراء بأنه (لا عذر لكم) مشيرا إلى ميزانية خير تاريخية غير مسبوقة، كان كعادته يركز جل حرصه على أن تستغل ميزانية كل وزارة في تقديم أفضل الخدمات وأرقاها للمواطن السعودي، فالمال الذي هو عصب كل خدمة راقية تم توفيره ولم يعد عذرا كما كان في وقت الأزمات، وبقي أن يسخر المسؤول إمكاناته الإدارية، إن وجدت، في استغلال المال مع الفكر الإداري في إسعاد المواطن والتأسيس لخدمات تليق به وبحرص قيادته عليه، واستغلال هذا الخير الوفير في إنشاء بنية تحتية صلبة للخدمات.
توفير المال العام لا يكون على حساب جودة الخدمة ولا على حساب جودة الأجهزة والأدوات ولا على حساب البنى التحتية الهامة، إلا إذا كان المسؤول لا يملك القدرة على توظيف المال للرقي بالخدمة وليس لديه التأهيل الإداري الكفيل بإحداث التغيير المطلوب، عندئذ تكشف وفرة المال شح الحال.
لا يوجد مواطن مخلص محب لوطنه يقبل أن يهدر المال العام حتى مع وفرته، لكن قنوات هدر المال العام ليس من بينها ما يتعلق ببناء يبقى أو خدمة ترقى أو جهاز منتقى فهذه أصول تبقى ولا يعتبر ما يصرف عليها شكلا من أشكال هدر المال، ولا يعتبر التوفير فيها أو التقتير عليها إنجازا على الإطلاق.
قمة التناقض تحدث عندما يستهدف مسؤول التوفير في عناصر أساسية وبنى تحتية هامة أو أجهزة وأدوات ضرورية للمواطن وتشكل له عنصر حياة أو موت، وفي الوقت ذاته يتغاضى عن قنوات هدر مال عام فعلية في شكل صرف مبالغ فيه على شكليات ومظاهر وبهرجة إعلامية أو رواتب عالية وبدلات سخية وانتدابات تنفيعية أو حفلات ومناسبات لا طائل من ورائها.
إن أوضح ما يعكس سوء الإدارة ويستفز الموظفين والمتابعين هو الازدواجية المقيتة المتمثلة بالتحجج بالحفاظ على المال العام وفي ذات الوقت التبجح بهدره.

6 آراء على “ما هكذا يوفر المال العام

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يا مالك من العلوم
    والله ثم والله لو اكتب لك عن تجاوزات تحدث في فرع صغير يتبع لجهة !
    ان تلم راسك كيف تدار امورنا !
    لكن خلها على ربك بس
    وياما ضاع للحاج من جمل !

  2. أستاذ محمد بارك الله فيك وكتب أجرك عن جميع خريجي الدبلومات الصحية يشهد الله أن وزارة الصحه هي رأس الفساد والدليل عدم توظيف أبناء هذا الوطن وجلب الأجانب وأعطاءهم رواتب خيالية وكأنها من جيوبهم ونحن بطاله لاجديد وأيضآ الصفقات وإلغاء بعض المشاريع المهمه كالتأمين !؟ وصفقة الكراسي المشهوره‏!‏ نطالب خادم الحرمين أن ينقذنا من هؤلاء المسئولين

  3. مقالة اكثر من رائعة استاذ محمد لاكن تنفخ بقربه مشقوقه

    هانحن خريجي لدبلومات الصحية اهنناالربيعة وذلنا اعمارنا وصلن٣٠سنه ولاحياة لمن تنادي
    نعم اوزير الربيعة يتحدي الشعب والوطن ويظرب باوامرالملك عرض الحائط
    خلاص الشعب لايريد الربيعة ونحن اصحاب الدبلومات خلالالالالاص. اما الانتحار او الربيعة يغتااااااال

    نريد منك مقاله لنا الدبلومات الصحية

  4. أهلا بك استاذي
    كنا نتمى ان تستحدث وظائف لنا نحن خريجي الدبلومات الصحيه من الفائض الذي لن يكلف استحداث وظائف منه سوى نسبه بسيطه بدلا من ذهاب سنوات عمرنا فالوقت ضدنا وليس معنا نحن معشر العاطلين

  5. اين نصيبنا من هذا المال نحن خريجي الدبلومات الصحيه ؟؟ مع اننا لم نكلف وزاره الصحه المال في تعليمنا !! نحن خريجي الدبلومات الصحيه درسنا ع حسابنا الخاص وتدربنا واختبرنا في هيئه التخصصات الطبيه ع حسابنا الخاص ،، وما نراه سوا الظلم والجحود في عدم توظيفنا وأننا غير مؤهلين للعمل ،، كلمات نطق بها وزير الصحه بقسوه و كبرياء لا يعرف معناها .. سؤالي لمعالي الوزير الربيعه : هل انت مؤهل للعمل في وزاره الصحه كإداري أيها الجراح ؟؟

اترك رد