رشوة «غبية» لصحفي

نشرت صحيفة (الشرق) أمس خبرا مفاده أن محرر صحيفة (الشرق) عبدالعزيز الثبيتي الذي يعمل في محافظة الطائف تعرض لمحاولة رشوة عن طريق مهندسين وافدين يعملان في الشركة المنفذة لمشاريع تابعة لوزارة النقل أبلغاه أنها هدية من أحد مسؤولي وزارة النقل للطرق، الذي صادفت زيارته للمنطقة للوقوف على انهيار طريق الهدا وقبضت المباحث الإدارية على المهندسين وتم التحفظ عليهما والتحقيق معهما ومع أطراف في الشركة بعد ثبوت الواقعة، وأكدت صحيفة (الشرق) أنه بتواصلها مع وزارة النقل تأكدت من عدم علاقة الوزارة ولا أحد من مسؤوليها بالرشوة وليس لأحد منهم علم بها.
رشوة صحافي أو صحيفة أو محاولة الرشوة أمر ليس بجديد وإن كانت الرشوة أمرا شديد القبح إلا أن فيها جمالا رائعا يتمثل في ثبوت تأثير الصحافة وقوتها إلى درجة محاولة رشوتها، فالفاسد لا يحاول رشوة المسؤول الضعيف ولا الصحافة السلبية وإنما يتعرض لمحاولة الرشوة من هو مخلص مؤثر.
ونحن إذ نسعد بقوة تأثير الصحافة السعودية إلى حد محاولة شراء ذمة الصحفي أو الصحيفة بدفع رشوة مباشرة (غبية) أطرافها هم الآن خلف القضبان وغيرهم في الطريق أو في منزله يرتجف خوفا، فإننا نأسف في الوقت ذاته أن ثمة طرقا غير مباشرة (ذكية) يتم عن طريقها جر رجل صحافي أو كاتب أو صحيفة ليس بالضرورة لستر عيب أو منع نشر فضيحة، ولكن بإظهار جمال غير حقيقي أو نشر إنجاز وهمي وتلميع شخصي يكون على حساب الوطن والمواطن وجعله يعيش وهما يتحول مع الزمن القصير إلى هم، وهذا ما تفعله شركات (ليست شركات مقاولات صريحة) ولكنها مؤسسات إعلامية تجارية تتولى (مقاولة) تلميع أشخاص على حساب المال العام.
رشوة الصحافي لها صور عديدة جديدة منها التوظيف بمكافأة شهرية مجزية تدفع من ميزانية الوزارة أو مداخيلها وأنديتها الاجتماعية التي تدر دخلا، ومنها تيسير الخدمات العسيرة على المواطن العادي (غير الصحفي) ومنها هبة التذاكر وهدية السفر المشمول بالإقامة والمصروفات، وعلى الرقابة أن تفتح عيونها على الأنواع الذكية، أما الرشوة الغبية فأمرها سهل.

رأي واحد على “رشوة «غبية» لصحفي

  1. الفساد عناد في البلد لمصلحه الوافدين . المواطن مسكين يبحث عن الوظيفه . مثل الي يتبع السراب . والدنيا اسمهاء دنيا يعني دانيه . اغلب المحلات بالبلد لاجانب .(تستر)

اترك رد