زمن وزن الرغيف

عندما نتحدث عن الإمكانات التي وفرها هذا الوطن المعطاء في هذا العصر فإنها إمكانات غير مسبوقة، من حيث الميزانية والاعتمادات المالية، والصرف على الخدمات والحث على العمل، وتشجيع العامل المنتج، لكن حينما نتحدث عن إنتاجية الوزارات والموظفين وحرصهم وأدوارهم الرقابية فإن ثمة تقصيرا واضحا مقارنة بزمن كانت فيه الإمكانات أقل بكثير، وهذا يدل على أن جل القصور نابع منا نحن سواء في الأداء الوظيفي أو الإخلاص في الرقابة.
أتحدث عن الثمانينيات والتسعينيات الهجرية، ذلك الزمن الذي كان فيه مراقب البلدية يمر كل صباح على الخباز ليزن رغيف الخبز، نعم هذا أمر لا يصدقه جيل هذا الزمن وأشهد الله أنني شاهدته وأنا في المرحلة الابتدائية، وكنا نصحو باكرا للحصول على دور أمام الخباز، وكنت أستغرب ذلك الرجل الذي يحمل ميزانا صغيرا يضع في كفته الرغيف وفي الأخرى الوزنة، كانت الرقابة في قمتها دون هيئة مكافحة فساد!!.
حتى الطرق التي عبدت في ذلك الزمن لا زالت صامدة؟! طريق الرياض سدير الزلفي القصيم واحد من الأمثلة لا يزال صامدا حتى الآن بينما طرق جديدة ما أن يسلمها المقاول حتى تستلمها الحفر والبثور والهبوط بسبب عدم أمانة المقاول وقصور الرقيب!!.
المبنى القديم لمستشفى الشميسي في الرياض مازال صامدا عمليا قابلا لمزيد من الأحمال بينما مستشفيات جديدة يخر سقفها إذا نزل المطر، ومدارس جديدة يسقط سقفها إذا جف القطر؟!.
على طاري القطر فإن القطار الوحيد الصامد الذي يعمل الآن هو قطار ذلك العصر بينما دشن الجديد صباحا، وتوقف قبل العصر!!.
كان التعليم أفضل ومخرجاته أنجح، وكانت المستشفيات أقدر وأخطاؤها أقل، وكانت مدة العمل (الدوام الحكومي) أقصر والإنجاز أكبر، كان التلفزيون أبيض وأسود لكن الضمير أبيض وأبيض، كانت فرص العمل أكثر ومع ذلك كانت الرقابة والمحاسبة أكثر هيبة وفاعلية وهذا هو السر.

رأي واحد على “زمن وزن الرغيف

  1. ذاك الزمان كان زمان الطيبيين .. زمان الله مبارك فيه و في اهله .. البعض لا يصدق اننا في ذاك الزمان لا ينقطع المطر عنا صيف او شتاء .. دنيا كانت بسيطة و جمالها في بساطتها و بساطة و طيب و نقاء اهلها .. سقى الله ذاك الزمان .

اترك رد