Site icon محمد سليمان الأحيدب

مؤسسة مجتمع مدني لتكريم الأفذاذ

تجمعك المناسبات الاجتماعية أحيانا (عزاء أو زواجا أو احتفالية) بموظفين قدموا لهذا الوطن واجبا وطنيا بإخلاص في زمن شح فيه أداء الواجب بإخلاص، أو جهدا عمليا أنتج مشاريع خالدة في وقت قل فيه الإنتاج، أو إبداعا ذهنيا وتنظيميا في مجال أعمالهم في عصر شح فيه حتى عصف الذهن، فتتذكر ما قدمه هؤلاء للوطن ثم ترجلوا عن صهوة المنصب لتقاعد أو استقالة أو إعفاء أو أسباب صحية.
نتذكر ما قدموا فقط عندما نراهم ونعض أصابع الندم على زمنهم عندما نعيش زمن غيرهم، وعندما نتحدث مع المنصفين عن البصمات الواضحة التي تركها هؤلاء والإنجازات العظيمة التي حققوها نسمع أكثر مما كنا نعلم أو نتوقع، نسمع عن مواقف رائعة وراسخة في مقاومة الفساد والوقوف ضد الأهواء والرغبات والالتزام بمبادئ دينية وأخلاقية ووطنية يرهق الالتزام بها صاحبه وينهكه ويجلب له الضغط والسكر ولكنه يبقى صامدا، أي أن الشهادة لجهد هؤلاء وعطائهم وتميزهم يشهد بها كل منصف أو حتى شحيح إنصاف شريطة أنه لم يتضرر من إخلاصهم، ويشهد ضدهم كل من تضرر وهذا قدحه قمة المدح (إذا أتتك مذمتهم من ناقص).
مشكلة هؤلاء الأفذاذ أن المؤسسات التي أبدعوا فيها يتولاها من لا يهون عليه الإقرار بجهودهم أو يعز عليه أن يثني على غير نفسه، فلا نتوقع أن تبادر الصروح التي عملوا فيها ورفعوا بناءها للسعي لتكريمهم والبيروقراطية لدينا تحتم أن تأتي المبادرة منهم ولن تأتي.
لذا فإنني أقترح إنشاء مؤسسة مجتمع مدني مهمتها الاحتفاء والتكريم والاحتفال بإنجازات الموظفين والموظفات الذين قدموا لهذا الوطن عطاء وتضحيات ومواقف راسخة سجلها لهم التاريخ لكن أحدا لا يريد قراءته، وغني عن القول أن من يؤسس هذه الهيئة أو الجمعية ومجلس إدارتها يجب أن يكون نقيا جداً.

Exit mobile version