قتيل السوق مسؤولية السوق

تناقلت الأخبار المحزنة نبأ قتل موظف أحد الأسواق في حي الروضة في الرياض. الجميع تحدثوا بألم عن إزهاق روح شاب في مقتبل العمر، وتيتيم طفلتاه، وحرمان والداه وأشقائه وزوجته منه بسبب جريمة نكراء تمثلت في محاولة سرقة زميله الذي كان يهم بإيداع غلة مبيعات السوق في نهاية الأسبوع على يد مجموعة من المجرمين كانوا يراقبون الموظف الزميل، ويعلمون بما يحمل من نقود، و حاولوا سرقته لكنه استنجد بزملائه فهب ذلك الشهم النبيل لحماية زميله فباغتوه برصاصة في القلب الشجاع فاستشهد.
الجميع تحدثوا عن الجريمة النكراء، و إزهاق النفس البريئة، وتيتيم أطفاله، وحرق قلوب جميع أفراد أسرته وأقاربه والشارع السعودي أجمع، لكن أحدا لم يتحدث عن الإهمال الذي أدى إلى التفريط في سلامة الموظف حامل الغلة من قتل الغيلة، وبالتالي اضطراره لطلب الحماية من زملائه، وتعريضهم جميعا لمصير الموظف الشهم الضحية.
مشكلتنا الدائمة مع القطاع الخاص أنه يريد أن يحصل من الموظف السعودي على كل شيء، ويؤمن له لاشيء مطلقا، يريد أن يحصل منه على إخلاصه وتفانيه وأمانته والثقة فيه على المال والحساب والمعلومة و الأمان من الخروج دون عودة أو السفر بعد ارتكاب سرقة، لكن هذا القطاع البخيل الجشع لا يريد أن يقدم للموظف السعودي مهر التفاني والأمانة ولا ضريبة الأمان والضمان. إلى درجة أنه لا يقدم له الحماية من مخاطر جمع الغلة و إيداعها.
أنا لا أقصد هذا السوق فقط، بل أي سوق أو بنك أو مصرف أو شركة لا يكترث بسلامة موظفيه في كل شؤون حياتهم وتحديدا حمايتهم من المخاطر المترتبة على حساسية عملهم.
كان على السوق تأمين سيارة خاصة للوقوف أمام مخرج السوق، وحراسة مشددة على الموظف ناقل النقود، وسرية تامة لهذا العمل، ثم تأمين الحراسة للموظف حتى ينهي عملية الإيداع، لا أن يترك يحمل النقود إلى سيارة في مواقف معزولة ومكشوفة ليستنجد بزملائه ويعرضهم ونفسه لذلك المصير الذي أحزن الجميع وفقدنا فيه كل شيء إلا النقود!!.

رأيان على “قتيل السوق مسؤولية السوق

  1. بارك الله فيك يا أستاذ محمد،هذه العملية في عدة قطاعات وجهات،وقد حصلت على قرض صندوق التنمية العقاري،وعند الدفعة الثانية(مئتا ألف ريال)ذهبت لبنك الرياض،وبعد انتظار طويل في البنك تسلمت المبلغ نقداً من فئة المئة ريال عدد10رزم،وفئة500ريال رزمتين،وأصبح المجموع12رزمة وأعطوني كيس عليه شعار البنك!!،وخرجت من البنك أقول الله يستر من المتربصين خصوصأ في هذا الزمن.

    الشاهد لم استطع فتح حساب لايداع المبلغ للزحام وقلة الموظفين بالبنك وسوء الخدمة والمعاملة،والمضحك عطوني كيس عليه شعار البنك لحمل النقود،وكأنه معي زبادي ولبن شاريه من بنده أو العثيم؟هذا كيس بنك يعني فلوس واجده،والحمد لله سلم ربي إلى أن وصلت بنك البلاد لإيداع المبلغ.
    ألا يوجد شيك مصرفي يسهل حمله لإيداع مثل هذه المبالغ،أو هو تشيج للسراق والمتربصين كمثل ما حصل لهذا الموظف المسكين؟رحمه الله رحمة واسعة.

  2. المفروض يكون هناك اشتراك مع بنك السوق بحيث يمر على السوق سيارة قبل الاغلاق بدقائق وتستلم الإيراد موثقا / تماما مثل سيارات تغذية الصرافات /ومعها حراسة

اترك رد