Site icon محمد سليمان الأحيدب

خلق وفرق

عزيزنا العميل: الشركة تقدم لك اعتذارها الشديد لما حدث لك من خسارة مالية ونحن بكل صدق نقدر مجهودك ونقدر قيمتك العالية كعميل وهدفنا هو أن نقدم لك أقصى درجات الخدمة المميزة ونرجو أن تتقبل منا هذا التعويض عن أي خسارة مادية ونرجو أن تمنحنا فرصة أخرى لنثبت لك تقديم خدمات مستقبلية تعوض ما حدث ونحن نعتذر مرة أخرى عن أي مضايقة أوعدم ارتياح تسببنا فيه وشركتنا ترغب في الاستمرار بتقديم كل ما يمكنها لعملائها سنوات عديدة قادمة، شكرا على صبرك علينا ووقتك وتفهمك وقبول اعتذارنا (انتهى).
ما تقدم ليس خطاب اعتذار من شركة الكهرباء بسبب انقطاع التيار لعدة أيام مما تسبب في عناء مشترك وتلف أجهزته ، وليس اعتذارا من وزارة الصحة لعدم توفير سرير تسبب في وفاة فلذة كبد مواطن، وهو ليس اعتذارا من الخطوط السعودية لتأخر رحلة تسبب في خسارة أسرة كاملة لرحلات أخرى متصلة بها وخسارتهم لحجوزاتهم في الفنادق وما دفعوه من مبالغ، وليس اعتذارا من وزارة المياه بسبب انقطاع الماء عدة أسابيع عن مواطن وحرمانه من الاستحمام والوضوء والنظافة العامة واضطراره لشراء صهريج بألف ريال، وليس اعتذارا من مستشفى تسبب إهماله في تبديل مولود أو في خطأ طبي أعاق مريضا أو قتله أو عدم قبول مستشفى خاص لحالته الإسعافية، وهو بالتأكيد ليس خطاب اعتذار من شركة اتصالات حرمت مشتركا من خدمة الاتصال أو الإنترنت فتسببت في حرمانه من التواصل لإنجاز أعماله ومصالحه وسببت له خسائر على عدة أصعدة.
إنه خطاب اعتذار من شركة مشروبات غازية شهيرة لشاب في أمريكا أدخل دولارا في آلة بيع المشروبات الغازية فأخذت الآلة الدولار ولم تخرج علبة المشروب الغازي فأرسل شكواه للشركة الأم فجاء هذا الاعتذار الشديد والتعويض السريع.
إنه احترام العميل بل احترام الإنسان الذي علمه ديننا للعالم أجمع وتحتاج شركاتنا ومؤسساتنا إلى ألف عام حتى تعمل بموجبه وعلى أساسه!!.

Exit mobile version