اللهم لا تزغ قلوبنا

قلت سابقا إن بعض الأدعية التي كنا نرددها و نؤمن عليها بعد أن يدعو بها الإمام في صلاة الجمعة أو التراويح والتهجد في سنوات مضت لم نكن نشعر بذات الإلحاح والإصرار عند ترديدها اليوم، ذلك أننا شعرنا اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحاجة لها والمعاناة الشديدة مما نطلب زواله، أو نرجو جلبه، ففي ذلك الزمن كنا ندعو ونردد الدعاء ونؤمن مع الإمام ونردد (آمين) لكننا لم نكن نعاني لذا فإن النبرة كانت تختلف والإلحاح حد البكاء كان أقل، وهذا أمر طبيعي فالإنسان أكثر إلحاحا وطلبا لزوال ما يعاني منه أو طلب ما ينقصه. فقبل حوادث الإرهاب التي أصابتنا وأصابت ديار المسلمين كنا نردد اللهم أمنا في أوطاننا، لكننا لم نكن نشعر بخطورة فقد الأمن في الوطن بسبب نعمة الأمن التي نحمد الله عليها دوما، وعندما شعرنا بقيمتها كان إلحاحنا أشد وأكثر، ونفس الشيء يقال عن الغلاء فقد كنا نردد اللهم ادفع عنا الغلاء بنبرة أقل منها الآن بعد أن أصبح الغلاء الفاحش يرهق كاهل ميسور الحال ناهيك إذا كان فقيرا.
هذا ما ذكرت مثله سابقا في مقال نشرته في حينه عندما زعزع الإرهاب أمن الناس، وبدأ الغلاء يضرب أطنابه في الأسواق. أما اليوم فأكرر ذات الاستشهاد ولكن بدعاء آخر هو (اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) أما المناسبة فهو كثرة المجاهرة بالباطل هذه الأيام. فهذه فتاة الخبر تعلن تحولها بعد أن هداها الله للإسلام ونسأله أن يردها ردا حميدا بدعاء والديها ودعائها سابقا بأن لا يزيغ قلبها وإن حدث منها ماحدث، وهذا منشد سابق تحول إلى الغناء يؤكد لـ (سبق) أنه لن يعود للإنشاد، وأن لا مانع لديه من وصول صوته وكلماته للملاهي الليلية والكباريهات وكان حريا به إذ بلي أن يستتر.
هذا يؤكد لنا أهمية الدعاء في الرخاء والشدة وضرورة الخشوع فيه في السراء والضراء (اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).

اترك رد