الحوافز أهم من حافز

أحاول جاهدا أن لا أتشاءم، لكن من التفاؤل أن نواجه الواقع مبكرا وبشفافية تامة وتشخيص واقعي يعتمد على أساس من حقائق لا تقبل التنكر والإنكار ولا التجاهل الذي يفاقم النتائج رغم سهولة الحلول المبكرة.
الواقع يقول إن ثمة تراجعا كبيرا في حماس الموظفين للعمل وأداء الواجبات الوظيفية وركون إلى تقديم أقل جهد ممكن بأقل قدر من الحماس بسبب شعور بتساوي الذين يعملون والذين لا يعملون وهذا واقع خطير، والأخطر منه الشعور بأن من يجتهد ويعمل بإخلاص وتفان واعتراض على جوانب القصور لا يتساوى مع من لا يعمل وحسب بل يجد مواقف محبطة وجفاء ومطالبة بالركون إلى التهدئة.
التراجع في الأداء لا مجال لإنكاره إلا لمكابر ومغالط فالشكوى من سوء الخدمات وبطئها وقصورها يكاد يكون عاما وهو السائد وتزداد الشكوى مع ازدياد قنوات التعبير لكن التجاوب يبقى محدودا وربما تحت الصفر، والمهم الآن ليس البحث عن اعتراف بشيوع قصور الأداء بل معرفة أسبابه، وشخصيا أعتقد جازما أن من أهمها غياب الحوافز على الأداء وعدم تمييز المخلص عن المقصر، وهذه ثقافة تكاد تكون معدومة تماما في دوائرنا بل إن التقويم الدوري للأداء يتساوى فيه الطالح مع الصالح ونحن في أمس الحاجة اليوم لبناء أساسات تقويم عادل وحوافز مشجعة هي في ظني أهم كثيرا من (حافز) العاطلين عن العمل فثمة عاطلون مقنعون وبطالة مقنعة لأناس يتقاضون مئات أضعاف (حافز الضعوف) الذي يدققون عليه ويقتطعون منه ويضيقون على مستحقيه!!.
الجانب الآخر الهام هو جانب القدوة فإذا كان الوزير والمسؤول لا يعمل ولا ينتج ولا يخلص ويتحمس (لا يهم أن يتواجد مبكرا الأهم أن يتواجد منتجا) فإن شيمة موظفيه عدم العمل ولا الإخلاص ولا الإنتاج وهذه مسؤولية مكافحة الفساد لا أقصد هيئة المكافحة المسكينة إنما أعني الرغبة الجادة.

رأيان على “الحوافز أهم من حافز

  1. هذا واقع ملموس نحن الموظفين نشعر بان المساواة في الترقيات والدورات للمجتهدين وغير المجتهدين سواسية وهذا اجحاف بحق المتميزين.

  2. صدقت استاذ محمد ان اغلب الادارات تشدد على الحضور ولانصراف فقط اما الانتاج فلا اهمية له وعند الترقيات او الابتعاث للتدريب فان الاختيار يكون لواحد من اثنين اما من يرضي المدير اكثر او لمن لايستفاد منه وتريد الاداره ان ترتاح منه لبعض الوقت. .. اما من ناحية القدوه فان بعض الموظفين قد تمر السنه و لا يري مديره خصوصا اذ كان عمل الموظف ميدانيا.. والله يرحم حال الميداني ماحد داري عنه.لا ادارته راضيه ولا المواطن راضي واللي يعمل مثل النايم اهم شي العلاقات..

اترك رد