ضب في مطار جدة

لا يهمني كثيرا أن يبالغ فندق من فئة الخمس نجوم في سعر محتويات ثلاجة الغرفة أو أن يبيع مطعم شهير علبة المشروب الغازي بعشرة أضعاف سعرها في السوق، فمرتاد الفندق الراقي والمطعم الشهير اختار بمحض إرادته ورغبته أن يرتاد مكانا يعلم أنه يستغفله رغم توفر الخيارات الأخرى أو قل هو بدفعه للفاتورة المرتفعة اشترى تلبية رغبة نفسه وهواه بأن ينتشي بتواجده في هذا المكان أو يفاخر بتبذير ماله في الشكليات فيجد في ذلك ذاتا مفقودة فهو حر في ماله كيف يفنيه!!.
أما أن يسمح ببيع قارورة الماء في مطار الملك عبدالعزيز بجدة بخمسة أضعاف سعرها في السوق ففي ذلك تجن على غير القادر من المسافرين واستغلال للقادر منهم، خصوصا أن البديل أو الخيارات غير متوفرة إطلاقا، فلا يوجد في المطار مصدر لماء الشرب ولا دكان يبيع الماء بسعره المقبول!!.
ندرك جيدا أن المطارات العالمية تستغل السياح برفع فاتورة الطعام والشراب بنسب كبيرة معروفة، لكنها تتيح خيارات أخرى للمتطلبات الأساسية، بعضها مجاني مثل برادات الماء المجانية، كما أنها توفر مقاعد عامة للجلوس في غير المطاعم والمقاهي لجلوس من لا يقدر أو لا يرغب في دفع فاتورة المطعم الباهظة، وهو ما لا يتوفر في مطار الملك عبدالعزيز بجدة حتى في صالات الرحلات الداخلية!!.
ما ذنب مواطن مستور الحال بصحبته سبعة من أفراد أسرته تسلف قيمة تذاكر السفر يريد أن يسافر إلى مسقط رأسه في المملكة أو لغرض علاج أو عائد من عمرة وعطش صغاره هل يجبر على دفع 35 ريالا في كل شربة ماء؟!.
مشكلتنا أننا نقيس على المرفهين وننسى من يتواجد معهم مجبرا، ولا نفرق بين التبذير الاختياري في شكليات ترفيهية والتقتير الإجباري في احتياجات أساسية، ولو لم نكن كذلك لما نسينا أن الإنسان في حاجة مستمرة لشرب الماء وأن شريحة كبرى من هذا الإنسان لا يستطيع المنتمون لها شراء علبة الماء بسعرها العادل فما بالك بخمسة أضعافه.
وحده الضب من يستطيع تحمل شح وغلاء الماء في مطار الملك عبدالعزيز بجدة!!.

رأي واحد على “ضب في مطار جدة

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    التعليق :
    ألا يمكن للمحسنين الذين ملأوا الشوارع برادات مياه
    يستخدمها بعض العمالة لملء سطل الدهانات ليغسل بها السيارات
    ألا يمكن لهم وضع برادات مياه في مطارات أغنى دولة بالمنطقة ؟ وكله بأجره
    أكباد المسافرين حرقى من حركات الناقل الرسمي ، فأبردوها بشيء من ماء المحسنين !
    أم أن الإحتكار لرفع الأسعار لم يترك خيارا لصانع القرار الا الرضوخ أو الفرار !!؟

اترك رد