Site icon محمد سليمان الأحيدب

تحدي وزير

في برنامج (ياهلا) على روتانا خليجية، والذي تناول مساءلة وزير الصحة في مجلس الشورى أمس الأول، قال عضو مجلس الشورى عبدالوهاب آل مجثل إننا حينما واجهنا وزير الصحة بالسؤال عن أسباب إلغائه لمشروع التأمين الصحي الذي بدأه الوزير السابق حمد المانع، رد الوزير بالقول «أتحدى من يحضر لي حرفا واحدا يثبت أنني ألغيت التأمين الصحي!!» انتهى.
يعلم الجميع أن التجميد وحتى الإلغاء عندنا لا يحتاج إلى حرف!!، كل ما يحتاج هو وضع الملف المرغوب تجميده أو إلغاؤه في (درج) وإغلاق ذلك الدرج، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن جواب معالي الوزير لسؤال الشورى اختلف عن جوابه لذات السؤال في حوار المسؤولية المشتركة في صحيفة (عكاظ)، فقد ذكر أن السبب هو فشل التأمين في أمريكا وكندا، وأعاد ذات الجواب في برنامج (الثامنة مع داود) وعندها كتبت في مقال بعنوان (بلسم وأصابع الندم) في هذه الصحيفة (عكاظ) يرد على ما ذكر بأن نظام التأمين (بلسم) لا علاقة له بالتجربة الأمريكية والكندية إنما هو نظام ماليزي ياباني ألماني الهوى مفصل ليناسب السعودية، وهكذا قال الدكتور رضا خليل مهندس المشروع في برنامج (ياهلا).
هذا الجواب (غير الشافي) المعتمد على التحدي بإحضار ما يثبت إلغاء مشروع سابق، يقودنا إلى إسداء نصيحة لأعضاء مجلس الشورى بأن يغيروا طريقة وصيغة السؤال عن المشاريع المتوقفة أو المجمدة أو الملغاة بحيث يكون السؤال (أين المشروع الفلاني؟!) بدلا من لماذا تم إلغاء المشروع؟!.
مشروع التأمين الصحي كان موجودا وعلى وشك التطبيق بل شرع في تطبيقه على الأجانب ونجح ثم طبق جزئيا على السعوديين من موظفي الشركات والمؤسسات ونجح، وهم الآن أسعد حظا من غيرهم ممن لم يؤمن عليهم فهم يعالجون ببطاقة التأمين مجانا في أي مستشفى ويجدون السرير والدواء والموعد القريب، ومرحلة التأمين الأخيرة كانت (بلسم) الذي يشمل الجميع، الغني والفقير، والموظف والعاطل، والسؤال الدقيق المحرج هو أين بلسم؟!.
المسح لا يحتاج قلما ولا حرفا بل يحتاج (محاية) أو طامسا!!.

Exit mobile version