Site icon محمد سليمان الأحيدب

المواطن البيز

والبيز لمن لا يعرفه هو قطعة قماش (مدبولة) أو محشوة بقليل من القطن، مهمتها حماية يد الإنسان من حرارة دلة القهوة أو إبريق الشاي أو قدر يرفعه من النار (كفانا الله وإياكم من نار جهنم، حيث لا واقٍٍ ولا بيز ولا فرار).
وعلى هذا الأساس، فإن كل ما يتقى به ألم أو مسؤولية أو تتقى به خسارة يشابه البيز أو يلعب دوره مجبرا، وللأسف، فإن ثمة مواقف يستخدم فيها المواطن وسيلة أو واقيا تماما كما يستخدم البيز.
المدارس الأهلية والخاصة استخدمت المواطن، الذي لم توفر المدارس الحكومية لأبنائه بيئة دراسية مناسبة، وسيلة للحصول على دعم وقرض وأرض، ولم تكتف بذلك، بل هي الآن تستخدم زيادة الرسوم عليه وسيلة للحصول على مزيد من الدعم في تجارتها، مستغلة غض الطرف عن ممارسات التجار المستثمرين في قصور التعليم.
المستشفيات الخاصة والأهلية هي الأخرى تستخدم المواطن، الذي لم توفر المستشفيات الحكومية له الرعاية الصحية الكافية، وسيلة ضغط على وزارة الصحة.
شركة الكهرباء تستخدم شكوى المواطن من الانقطاعات أو عدم وصول الكهرباء للحصول على دعم حكومي وقروض حسنة، ولا شك أن الشركة الوطنية للمياه تمارس الشيء نفسه.
أما أوضح أمثلة استخدام المواطن (بيزا) وأكثرها علنية وتبجحا، فقد عايشتها في مطار الطائف، ويقال إنها تمارس في مطارات حائل وأبها وتبوك وغيرها، فقد كنا (عدد من الصحفيين وأنا) عائدين من سوق عكاظ، ونحمل بطاقة صعود الطائرة من الدرجة الأولى، وعند محاولتنا ممارسة حقنا في دخول صالة كتب عليها (صالة ركاب الدرجة الأولى) طلب من كل منا دفع خمسين ريالا كرسم دخول غير مستحق؛ بحجة أن الخطوط السعودية لم تشترك في استئجار الصالة، وعندما قلت للموظف أن اللوحة تؤكد أن الصالة لنا، وأننا سوف نشتكي هذه المعاملة، قال بكل بجاحة «نحن نريدكم أن تشتكوا لكي تجبروا الخطوط السعودية على أن توقع اتفاقية معنا!!»، قلت «أي تريدوننا أن نصبح بيزا يقيكم سخونة الخطوط».

Exit mobile version