دروس من شفاء الملك

عبدالله بن عبدالعزيز تحديدا ليس في حاجة لاختبار أو قياس حجم الحب الذي يكنه له أبناء شعبه، فالرجل بادر الشعب بمشاعر حب وإخلاص ونقاء ومودة صادقة فملك قلوبهم حتى قبل أن يملك مقاليد الحكم، ثم جسد مشاعر حبه وعطفه واهتمامه بمواقف وقرارات وخطوات عملية سريعة وقياسية بمقياس زمن الانجاز أحدثت فارقا كبيرا ونقلة نوعية غير مسبوقة في جميع المجالات خاصة ما يتعلق بتوفير ميزانيات ضخمة متتالية كل واحدة منها لم تحدث من قبل، وتحويل تلك الأرقام المالية الجديدة إلى مشاريع تنموية وبنى تحتية عظيمة.
مثل هذا القائد ليس في أدنى حاجة لقياس شعبيته مثل ما يحتاج غيره من الساسة، لكن الله عز وجل شاء أن يبين حجم الحب لهذا الملك الصالح وفي هذا الوقت تحديدا فكتب علينا أن نمر بمحنة عظيمة وكرب شديد تمثل في أيام من الانتظار لتكامل شفائه يحفظه الله بعد عملية جراحية طويلة من الله علينا بنجاحها وسلامة محبوبنا من مضاعفاتها فكان لخبر خروجه أول أمس الأربعاء واستقباله للمهنئين وتعبيره التلقائي العفوي المعتاد عن العملية وقع فريد من السعادة العامة والاستبشار الذي جسد حقيقة العلاقة بين هذا القائد المحبوب وأبناء شعبه بل أبناء الأمة الصالحين أجمع.
وفي ما تحقق بالأمس دروس وعبر وبشائر منها أن أكف الضراعة والدعاء الصادق المخلص في آناء الليل وأطراف النهار بأن يمد في عمره ويشفيه ويعافيه صادفت ساعة استجابة وهي من بشائر رضى الله عن هذا البلد وأهله وقيادته وتستوجب منا مزيدا من شكر المنعم والامتنان له بأوجه الطاعة والعبادة والصدقات وفعل الخير في الناس والاهتمام بأحوالهم وتفريج كربهم والتعبير عن الفرح بالأسلوب الذي يرضيه سبحانه فيزيد لنا من نعمه.
ومن الدروس أن الله سبحانه وتعالى ربما أراد بتأخر هذا الخبر السعيد أن يكشف زيف من يخدعون الناس بادعاء معلومات كاذبة وأخبار ملفقة وإشاعات مغرضة تفنن الكاذبون في حبكها مستغلين مواقع التواصل ومدعين أن لديهم المعلومة والمصدر الموثوق ففضح الله زيفهم فضيحة لن تقوم لهم قائمة بعدها أبدا، فمن سيصدقهم بعد كل ما قالوا؟! وقد قلت في تغريدة بالأمس إن من خدعوا الناس بأعداد وهمية من المتابعين في تويتر ليست إلا «بيض سحالي» كانوا بالأمس ومن هول ذلهم وهوانهم أشبه بإبليس يوم عرفة.

اترك رد